د. طارق عبد الحليم
عدد المساهمات : 197 تاريخ التسجيل : 31/08/2011
| موضوع: يا شباب الإسلامِ ..المواجهة الفَاصلة قادمة! الإثنين ديسمبر 26, 2011 12:53 am | |
| د. طارق عبد الحليم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
المواجهة الفَاصلة قادمة لا رَيب فيها. يؤخّرها العَسكر، وتتخاذلُ عنها زَعامات الإخوان، ويُدينها مَشايخ السلفية، لكن الخُلّص من المسلمين، ممّن يُحبون الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ويُخلصون لوطنهم وشعبهم، يعلمون أنها ضَرورةّ مُحتمة لا مَفر منها "كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌۭ لَّكُمْ "البقرة 216.
نحن لا نريد حَرباً، ولا نريد إراقة دمِ مصريّ واحدٍ، هذه مُسَلّمة لا يختلفُ عليها أحد. لكنّ سُنن الله سبحانه غَالبة، ولا سبيل لتجاوزها. حين حَدثت وَقائع 25 يناير، وما بعدها، كتبنا مقالاً بتاريخ 11 فبراير 2011، بعنوان "حَسَمَ الجيشُ مَوقفه .. فلتسيل الدماء وليسقط الشهداء"
http://www.tariqabdelhaleem.com/new/Artical-7497
قلنا فيه أنّ للثورات طبيعة لا يمكن تَجاوزها، وهي أنّ يُقدم أهلها الثمن، دماءاً وشهداء. ولإن ظنّ البعض أن الثورة يمكن أن تبلغ مداها دون أن تدفع ثمن حريتها كاملة، فقد خدع نفسه.
وللحريةِ الحَمراءِ بابٌ بكل يَدٍ مُضَرّجَةٍ يُدَقُ فكرة الثورة السِّلمية البيضاء، فكرة نبيلة مِثالية، لكنها لا تمت للواقع البشريّ بصِلة. فالفساد والطغيان لهما أنياب كأحدّ ما تكون الأنياب، وقلب كأسْودُ ما تكون القلوب، وبطشة كأشد ما تكون البَطشات. وقد ظنّ المصريون "الطيبون" أن ثورتَهم نَجَحَت بتخلّى المَخلوع عن الرئاسة، وهو إنما تنحّى جانباً، تاركاً مهمة سَحق الثورة لطابوره العَسكريّ الكافر، الذي أشبعه سرقة ونهباً وغِنىً، حتى ما عاد يَصلح جيشاً، وحتى أصبح قُوة خَاصة تحمى هؤلاء الكفرة الطواغيت، شخصياً، لا أكثر ولا أقل.
إن الأيام القادمة هي التي سَيُفصَل فيها أمرُ الثورة، إما أن تصل إلى مداها، فتُعزُ المسلمين، وتُذلُّ المُشركين، وتعلى شأن الحَق والدين، وتُحرّر المصريِّ من العبودية والتبعية، وتعيد لمصر أمنها الحقيقيّ، بعزةٍ وكرامة. أو أن تُلقي بمصر في أحضان الطّاغوت الكُفريّ عُقوداً قادمة، يُذَلُّ فيها المصريّ، وتُحاربُ الشَريعة، ويَعمُ الفساد، وينتشرُ الكُفر الفسق والعصيان.
الأمر بيديكم يا شباب الإسلام. هو إمتحانكم، إما أن تُفلحوا، أو أن يَستبدل الله بكم غيركم، ثم لا يكونوا أمثالكم.
لقد ألقت قيادات الإخوان والسلفيين بأنفسهم في أحضان مُعسكر البَغي والكُفر، آملين أن يخرجوا فائزين آمنين، لكِنّنا نبشّرهم بخزىّ في الحياة الدنياة وحَسرة في الآخرة، فإنّ ما هربوا منه لهو مُواقِعُهم، ولن يتركهم العَسكر بعدما يَستَتب له الأمر، بل سَيمَثّل بهم كما مَثل بآبائهم في 52 و 56 من قبل، لمّا أعطوا الثقة لمن لا يستحقها، وإن أفسَحَ لهم المَجال مؤقتاً.
لقد تأخّر هؤلاء عن رَكبِ الثورةِ الأولى، حتى عرفوا أن لهم من ورائها كسبٌ، وأن فيها لهم مغنمٌ، لكن هذه الثورة الثانية، ليس لهم فيها مَغنم، ولئن أرادوا أن يتمسّحوا بها، تثبيتاً لشعبيتهم المتدهورة فليس لهم عندنا إلا قول الله تعالى "فَقُل لَّن تَخْرُجُوا۟ مَعِىَ أَبَدًۭا وَلَن تُقَـٰتِلُوا۟ مَعِىَ عَدُوًّا ۖ إِنَّكُمْ رَضِيتُم بِٱلْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍۢ فَٱقْعُدُوا۟ مَعَ ٱلْخَـٰلِفِين" التوبة 83.
لا عليكم، يا شباب الإسلام، ممن كان هذا مُبتغاه في حياته الدنيا. اتركوا قيادات الإخوان والسلفيين، لا تستمعوا إليهم. وسيلتكم إلى الكَرامة والعِزة هي ما ذَكرَ الشيخ الفَاضل حازم أبو اسماعيل، وأنقل كلمته هنا لتكون لكم عوناً:
"الساكتون عمَّا يتواصل في ميدان التحرير من موجات إعتداء القوات النظامية على الدماء والأرواح وهَتك الأعراض، فضلا عن المشتغلين بالتبرير له نخشى أن يكونوا، ولو بحسن نية أو نبل قصد شركاء فيه ؛ فإنه لو كان معلومًا بيقين أنهم لن يقبلوا هتكًا لعِرض ولا إزهاقًا لروح لما تجرَّأ النظاميون أبدًا ولا مأجوروهم من البلطجية على إيقاع جريمة واحدة. وسأدعو الناس إلى خروج ضخم جدًا له شأن إن شاء الله ... وسأنزل ولو كنت وحدي فليحزِم كلٌ أمره وليحزم طاعته لله عز وجل من تخلفه عن نصرة المستضعفين والله المستعان"
http://hazemsalah.net/News_details.aspx?news_id=295
وهذا التوجّه هو من هدى الآيات الكريمة "يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِىُّ حَسْبُكَ ٱللَّهُ وَمَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ ﴿64﴾ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِىُّ حَرِّضِ ٱلْمُؤْمِنِينَ عَلَى ٱلْقِتَالِ"الأنفال 65.
ألا ترى أنّ الله كافٍ عبده؟ أنحتاج إلى من خان الأمانة وباع الديانة؟ لا والله، إنما حَسبُنا الله، وحَسبُنا من اتبعنا من المسلمين، أياً كان انتماؤهم، من شباب الإخوان أو شَباب السّلفيين، أو شَباب المسلمين عامة. المهم أن يستوعب هذا الشباب ما الذي يجرى، وأن يتّبع الحقّ دون تَعصبٍ أو تقليد. ثم، إننا نقوم بمهمة التَحريض على الوقوف في وجه هؤلاء العسكر الكافر، فدور التحريض في غاية الأهمية، إذ هذا ما وجّه الله سُبحانه اليه رسوله صلى الله عليه وسلم كخطة معنوية، بالإتكال عليه وحده وبالإعتماد على من معه من أصحاب الإيمان الحقيقيّ بالقضية، ثم انتقل إلى الخُطة التنفيدية التي تبدأ بالتحريض والحَضّ على القتال، وحَشد الناس، ممن على نفسِ الهَدف دون تميّعٍ ولا مُناورة ولا صَفقاتٍ.
فامضوا على بَركة الله، وواجهوا الشّياطين كلها، ولا عليكم من المُثبّطين المُتخَاذلين، الذين يقدّمون تَحالفاتِهم مع الشّياطين على عقدهم مع الله سبحانه بنصرة المظلوم، ودعم الإسلام، فهؤلاء لا خير فيهم ولا في عَدَدِهم، فهم أجسادٌ بلا أرواح، وخُشُبٌ بلا عُقول، إلا أن يراجعوا ويتقوا ويشاركوا الشعب وقفته ضد الطواغيت دون سياسة خائبة، وتمحكٍ ذليل.
اللهم انصر من نصر دينك، واخذل من خذل دينك، واكتب الشهادة لمن استحقها، وانصر عبدك حازماً ومن مَعه، ولا تَخذُلهم، فهم أولياؤك بحقٍ، وهم للمظلوم ناصرون، وعلى الظالم صائلون. آمين
ديسمبر 25 2011
| |
|