بقلم: د. طارق عبد الحليمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
دماء الشهداء، التي ما أريقت إلا لأن صاحبها يقول ربيّ الله، لن تذهب هدراً.
أرواح الشهداء من الأبرياء الذين ذبحهم العسكري، بأيدى بلطجيته، لن يقر لها قرار قبل أن ينال الجاني ما حكم الله تعالى به، القصاص منهم أجمعين.
نحن الباقون في الأرض، الذين لا تزال فينا أنفاس تتردّد، ونبضات تتجدّد، قد كتب اللهُ علينا حقها بأن نأخذ بحق هؤلاء الأبرار.
والله ما هؤلاء القتلة، سفاكي الدماء، من العسكريّ إلا أشد كفراً ونفاقاً من بشار الأسد، والقذافي الهالك، لعنة الله عليهم أجمعين.
واجبنا اليوم معروف واضح محدد. هو الثورة الحقيقية التي لا تبقى ولا تزر. تطيح بهؤلاء القتلة، وتمزق منهم كل ممزق، ولا تراعي لهم حرمة ولا ذمة، فقد خرجوا من الإسلام ابتداءً، وأعلنوها حرباً عليه وعلى أبنائه. حرباً خسيسة غير متكافئة.
حملوا السلاح وحملنا الأرواح. حملوا الطغيان وحملنا الإيمان. حملوا الحقد والضغينة، وحملنا التصميم والعزيمة. فشتّان بيننا وبينهم "أَفَنَجْعَلُ ٱلْمُسْلِمِينَ كَٱلْمُجْرِمِينَ" القلم 35، لا والله لا يستويان. بل كلّ في وادٍ يوم يقوم الأشهاد. يوم يقوم المذبوحون فيسألوا فيم ذبحنا، ويقوم المقتولون فيسألوا فيم قتلنا؟ ألأجل امتيازاتكم وسرقاتكم وسيطرتكم أزهقتم أرواحنا؟ ألا لعنة الله على الكافرين.
اخرجوا يا مسلمي مصر كافة. لا أقول ملتحيها، ولا ملتزميها، ولا جماعاتها. بل أدعو كل مسلم أن يُحرّض من حوله، رجالاً ونساءً، شيوخاً وشباباً، أنْ
هذا نداء ربكم، فلبوه، وهذا موعد نصرة نبيكم فانصروه.
لقد بلغت بنا الفئة الكافرة الباغية الطاغية مداها، واتخذت نحورنا ورقابنا مرماها، وأرسلت علينا كلابها برصاصها وشظاها، لا لشئٍ إلا لأنهم يريدون قهرنا وإذلالنا وإهانتنا، دهراً آخر بعد دهور عبد الناصر والسادات ومبارك اللعين. يريدون أن يستمر مسلسل النزيف الذي قضوا به على شعب كامل دون أن تهتز لهم شعرة رأس أو يطرف لهم رمش عين.
ثم، لا تعوّلوا على مشايخ الإنهزام والخنوع. لا تستنصحوهم، لا تستفتوهم، لا تتبعوهم في قولٍ أو عمل، فقد سقطوا سقوط البعير الأجرب حين تخلوا عن الثورة لحساب الثروة، تخلوا عن الشهداء لحساب الأذلّاء. فدعوهم، فهم مسؤولون. قنعوا ببيانات هزيلة تدين الطرفين، المسلم والكافر، الظالم والمظلوم، خوفاً ورَهَباً أو جَهلاً وخَيبة.
ازحفوا يا أبناء مصر يوم الجمعة، ولا تعودوا إلا ومعكم حريتكم، وعزّتكم وكرامَتكم، وقصاص شهدائكم، ورفعة بلدكم، واستقلال قراركم، لا تابعين ولا خانعين ولا منهزمين، فوالله الذي لا إله إلا هو ما من عزةٍ إلا بالإسلام، ولا من نصرٍ إلا بيد الله سبحانه.
وليكن شعاركم
- القرآن حياتنا
- سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم منهاجنا
- الثورة سبيلنا
- الحق والعدل هدفنا
د. طارق عبد الحليم
التيار السنيّ لإنقاذ مصر
"عدّتهم السلاح ، وعُدتنا العدد"