بقلم: د. طارق عبد الحليمالأحد 24 يونية 2012
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخيراً، نطق أبو الهول سلطان .. وفاز محمد مرسي بالرئاسة. ورغم أننا لا نقر العملية السياسية كلها، لجوهرها الديموقراطي الغربي الشركي، إلا إنه لابد أن نقرر هنا أن هذه النتيجة أفضل ألف مرة، كزنا لا شرعاً، من أن ينجح أحمد شفيق، الملحد الأصيل، والديكتاتوري العسكري الفلولي العتيق.
لكن ماذا بعد؟ هل تحققت أهداف الثورة؟ هل ارتفعت رايات الشريعة؟ هل عادت الحرية للبلاد والعباد؟ هل تحرر القرار من قبضة العسكر الخائن؟ الإجابة، لا لكل ما سبق.
إن الثورة الحقيقية يجب أن تبدأ الآن، بعد أن انتزع العسكر كلّ حقٍ من الشعب، رئيساً وبرلماناً ودستوراً، ثم كبّله كله بطوارئ بشعة أسوأ مما كانت عليه.
إن كافة مفاصل الدولة بلا استثناء، في يد الفاسدين الملاحدة من أرباب النظام السابق، سواء المجلس العسكري المباركيّ، أو رجال القضاء والأعمال، أو كافة مؤسسات الدولة. وهذا ما دلت عليه تلك النتيجة الساخرة التي أتت لشفيق بإثني عشر ملوين صوتٍ! ويشهد الله أنه لن يجد أكثر من اثنى عشر ألفا يصوتون له حقيقة لا غصباً، أو مصلحة.
الأيام القادمة، بل الساعات القادمة، ستكشف عن حقائق كثيرة، لترسم صورة الحياة السياسية المصرية في العقود القادمة.
مصداقية الإخوان اليوم على المحك، بلا شك. فإن الشعب قد وقف إلى جانبهم رغم كلّ الخيانات والصفقات التي أداروها في العام والنصف الفائت. والشعب الذي نصرهم هم المسلمون، لا الأقلية النصارى الصليبيون الذين وقفوا في صف شفيق عياناً بياناً.
أن يستسلم الشعب اليوم للإعلان اللادستوري الغاصب، لهو قضاء على كل أمل لنا في الحرية والعدل، وفي الإسلام.
أن يتراجع الإخوان اليوم، لعقد صفقات مع العسكر، لهو خيانة لله ورسوله، مرة أخرى، لا يغسل عارها إلا الدم، دم الخونة الأعداء.
أن يستسلم مرسى اليوم لدعاوى العلمانية وطلباتهم، لهي خيانة للشعب ولدينه ولمن نصروه.
أن يستسلم الإسلاميون اليوم، لأي خدعة أو تنازل إخوانيّ لهو تنازُلٌ عن الثوابت العقدية والدعوة الإسلامية برمتها.
المطلوب اليوم هو أن يثبت الثوار في الميدان، لا يبرحوه حتى يتم تحقيق كل المطالب الإسلامية والثورية، وألا نقع فيما وقعنا فيه عشية 11 فبراير 2011.
يجب أن يحذر المصريون من الخديعة وأحابيل المُغرضين ممن يريد أن يتلاعب بعواطفهم، فيحتفلون بتنصيب محمد مرسى، وينسوا غرض الثورة الأصيل، كما أنستهم فرحة سقوط مبارك أن الثورة كانت لا تزال مستمرة.
سقوط رأس، أو تنصيب رأس، ليس هو الغاية ولا الهدف. سقوط نظامٍ وتغيير نظامٍ هو الهدف.
نحن لا نريد إلا أن تسود بيننا شريعة الله، بعدلها وحريتها ورفعتها، في كل مناحى الحياة. لا أقل من ذلك. لا نريد إسلاماً أمريكياً، ينحصر في المسجد والزاوية، أو إسلاماً تونسياً ملحداً، كما فعل حزب الغنوشيّ الكافر. هذه هي رسالتنا إلى الإخوان، وإلى الشعب المصريّ.
إن الفسادَ قد عَشّشَ وأفرَخَ في جوانب الحياة المصرية، ولا سبيل إلى إقتلاعه إلا بالعَزم والإصرار على الإسلام السنيّ الصحيح، الذي نزلت به الرسالة المحمدية التوحيدية، على صاحِبها أشرفُ الصلاة وأتمُ السلام.
الأيام لازالت حبلى بالأحداث، ولازالت جعبة الفاسدين مليئة بالسهام، ولكن الطريق واضح، والهدف معروف، الإستمرار في الثورة، والصمود في الميادين، حتى إسقاط العسكر، والتخلص من القيود العسكرية الكفرية
أيها الإسلاميون، اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم ترحمون