د. طارق عبد الحليم
عدد المساهمات : 197 تاريخ التسجيل : 31/08/2011
| موضوع: اتق الله يا مرسى في قتل الأبرياء الجمعة أغسطس 17, 2012 12:45 pm | |
| بقلم: د. طارق عبد الحليمالخميس 16 أغسطس 2012 الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
إنشغلنا في الأيام السابقة بالحديث عن هزيمة المجلس العسكريّ، ودحر الخائنَيْن، الطنطاوى وعنان، وتطهير عدد من القيادات العسكرية، والإتجاه إلى جعلها مؤسسة تخدم البلاد ولا تستغلها. لكن نسينا أن نتساءل، إلا من بعضنا، ما هو مبرر تلك الحملة الشرسة غير المبررة شرعا ولا قانوناً، التي يشنها الجيش على أبناء سيناء من الإسلاميين، ومن يدعونهم "السلفية الجهادية"؟ وكأن هذه الصفة تحمل بالضرورة حق قتلهم والتشريد بهم وبأهلهم!
وإبتداءً، نحن نحمّل محمد مرسى مسؤولية الدم البرئ الذي يراق في سيناء تحت شعار "مكافحة الإرهاب"، أو "قتل التكفيريين"، فإن هذه الشعارات هي ذاتها ما يستخدم الصهاينة والصليبيين، وما اخترعه بوش من قبل للقضاء على الإسلاميين المحاربين، والإبقاء على الإسلاميين المتخاذلين من صانعى الصفقات. ولا يمكن أن نقف عند تمجيد قرارات مرسى بشأن مجلس العسكر، ولا ندينه بشأن قراراته لقتل هؤلاء المجاهدين من أبناء الحركة الإسلامية.
والتساؤل هنا، هل هذا قرار محمد مرسى، أم إنه قرار سياديّ أعلى من رأسه، جاء من أمريكا، لقاء دعمه في موقفه من المجلس العسكريّ. إنه من المعلوم اليوم أنّ ما أهدر دم الطنطاوى وعنان، لم تكن شجاعة مرسى قدر ما كانت معلومات استخبارية توفرت له من جهة ما، خاصة تلك التي جاءت من اللواء العصار، أدت إلى القضاء على أية مقاومة للخائنَيْن، أو من يفكر في موالاتهما. وأيّ جهاز إستخباراتي أكثر فعالية من الموساد أو السي آي إيه في منطقتنا العربية؟ فهل ياترى هناك علاقة بين حملة ما يسمونه التطهير في سيناء وبين تسهيل الحصول على تلك المعلومات؟
إنه من المؤكد أن عملية رفح ليست من فعل مسلمين، حتى إنّ رئيس المخابرات السابق، على بُعده عن الإسلام ومعانيه، قد استبشع أن يقوم مسلمون بمثل هذا العمل. ومن المعلوم أيضاً أنّ الكيان الصهيوني يجند فرقاً من اليهود العرب، ليقوموا بعمليات إغتيالٍ وإرهاب يلصقونها بالعرب. فلماذا تتجاوز السلطة المصرية عن هذه الإحتمالات شبه المؤكده التي شواهدها أقوى من تلك المزاعم عن أنّ إسلاميين قتلوا عسكر ساعة الإفطار؟ أو على الأقل ألا تدفع هذه الإحتمالات إلى التروى في مثل هذه العملية البشعة التي لم يقودوها ضد الصهاينة حينما قتلوا جنودنا من قبل على مدار عقود على الحدود؟
وحتى لو افترضنا أن هناك مجرمين مُهربين متعاونين مع الصهاينة لأغراضٍ إجرامية بحتة، فلا ندرى أيّ قانون في العالم، شرعيّ أو وضعيّ، يسمح بالقتل إبتداءً دون تحقيق، أو حتى محاولة القبض على المُشتبه بهم؟ أليس المتهم برئ حتى تثبت إدانته، في القانون الوضعيّ؟ أليس الأصل هو استصحاب الأصل والبراءة الأصلية حتى يثبت العكس يقيناً، في الشريعة الإسلامية؟ ما هذه الشريعة التي تجيز هذا الفعل، إلا شريعة الصهاينة الصليبيين التي تسعى إلى تدمير كلّ مقاومة فاعلة للمسلمين عن طريق أخذ الحابل بالنابل؟ خاصة وقد تبرأ هؤلاء الإخوة من هذه العملية، وما عرفناهم إلا صادقين في تبنى ما يقومون به من عمليات، آخرها عملية يونيو الماضى، التي نشروها على فيديو، فكانت شوكة في حلق الصهاينة.
التهمة التي يشيعونها عن هؤلاء الإخوة هي أنهم "تكفيريون"! ووالله لا نعلم أيّ ضميرٍ أو عقل أو دينٍ، يتمتع به هؤلاء الذين يروّجون لمثل هذا الحديث؟ أهكذا يُلقى بالتوصيفات الشرعية؟ وماذا تعنى هذه الكلمة بالضبط؟ أتعنى أنهم يكفّرون من شَرّع من دون الله، وحكم بغير شرعه، رغم تمكنه من ذلك، وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم؟ أهذا هو توصيف التكفيريين؟ ثم مَن مِن هؤلاء القتلى تكفيريّ؟ أشققنا عن قلوبهم قبل قتلهم وحرقهم؟ أيصح فقط الإستشهاد بأحاديث "فهلا شققت عن قلبه" حين يتعلق الأمر بالإخوان وحماس، لكنه مردودٌ غير معتبرٍ حين يتعلق بمن يحمل السلاح في وجه الصهاينة؟
لا والله لا نرى هذه الحملة إلا ردّ الجميل لإنقاذ رقبة مرسى من الإنقلاب العسكريّ الوشيك، مقابل أن يغض الطرف عن قتل الجهاديين في سيناء، لتأمين حدود إسرائيل، وضمان تصدير الغاز إلى الكيان الصهيونيّ، بينما مصر تعاني من أزمات الوقود والكهرباء ليل نهار.
اتقى الله يا محمد مرسى، فتقوى الله ليست ببكائك في التراويح، لكنها بوقف قتل المجاهدين بلا دليل شرعيّ، واستحلال دم المسلمين غدراً لحساب الصهاينة. | |
|