revolutionist_11
عدد المساهمات : 61 تاريخ التسجيل : 01/04/2011
| موضوع: الثورات العربية.......وأزمة الهوية الأحد أغسطس 14, 2011 7:45 am | |
| الثورات العربية.......وأزمة الهوية
من أنت ؟؟؟ .....وماذا تريد؟؟؟
كان ذلك عنوانا لكتاب أحدث ضجة عالمية وقت اصداره لكاتبه الشهير, اليكسس كاريل, ذلك الكتاب الذي انتقد فيه الحضارة المعاصرة وما صار عليه الانسان المعاصر بها.
كتاب, وضع كل الاحوال الراهنة موضع الشك, ثم سار بها على درب الانتقاد اللاذع, كي يستشف أخيرا ان لا حدود للسلبيات التي اطرت الحضارة العصرية حياتنا بها.
كل ذلك انطلاقا من السؤال عن ماهية الأنا؟؟؟ ذلك السؤال الذي بدونه لا جواب لما نريد.....
تلك هي أزمة الثورات العربية, أزمة الهوية.
ولنأخذ الثورة المصرية بما حملت من زخم شعبي , وعربي وعالمي أنموذجا.....
لقد نجحت الثورة, وكان سبب نجاحها الأساسي أنها كانت بلا قيادة, كان هذا الاستنتاج كثيرا ما يتردد على المسامع كلما قلبت قنوات التلفزيون وعلى ألسن كثيرة من من يشكلون نخبة السياسيين أو المثقفين, كانت تلك البداهة تلقي بثقلها على الفكر كي تستجلب أسئلة: الكيف؟؟؟ واللماذا؟؟؟ كيف تنجح ثورة بلا قيادة؟؟؟ ولماذا تنجح ثورة بلا قيادة؟؟؟ وهل تنجح أصلا ثورة بلا قيادة؟؟؟
الجواب كان بالنسبة لي, قطعا لا....وحتى دون أن أرجع إلى دليل أو برهان...
أما الان, فأنا أحاول أن أستدل على ذلك, ببداهات أخرى...فلعل عصرا كهذا, بمستوى فكري عام لا يصل إلى درجة المقبول, لا يصح معه الاستدلال إلا بالبديهيات, والواضحات, لأنك لا تدري لعل الغوص في غيرها قد يستدر عليك استهجانا يقدح في سلامة عقلك واتزانه....
فلننطلق من تبني مبدإ نجاح الثورة كونها بلا قيادة, ولنستدل عكسيا على الأمر
ما هي القيادة؟؟؟ القيادة هي الجهة التي تعرف أبعاد طريق ترمي الوصول اليه, وعلى معرفتها لأبعاد ذلك الطريق, فإنها تعرف وتمتلك وسائل الوصول الى الهدف. فهي بذلك تحدد هدفا, تعرف الطريق اليه, وتمتلك وسيلة السير اليه.
فلنسقط الثورة المصرية على تعريفنا البسيط للقيادة, الثورة المصرية كان هدفها اسقاط النظام, وطريقها اليه التلاحم الشعبي من أجل ذاك الهدف, ووسيلتها التجمهر في ميدان التحرير.
الثورة المصرية كانت قيادتها هي الشعب بأسره, فهل تستقيم القيادة بشعب بأكمله؟؟؟؟
الثورة المصرية كان هدفها اسقاط النظام, وذاك نصف هدف, إذ اسقاط شيء يستدعي ان يحل محله نظام اخر؟؟؟
الثورة المصرية كان وسيلتها التجمهر في ميدان التحرير, فهل تلك وسيلة كافية؟؟؟؟
أسئلة كثيرة تحيل على أجوبة متسائلة حول الحال والماال
هل كانت الثورة المصرية ثورة حقيقية؟؟؟؟
هل نجحت في طي صفحة الامس, وبدأت بخط المستقبل؟؟؟؟
وما هي وسيلتها للمضي قدما نحو ذلك المستقبل؟؟؟؟
حين تتراءى لنا الاحداث الان حول حجم الخلافات الفكرية بين الاقطاب الثورية في مصر الان, ندرك أن ثورة بلا قيادة ليست تنجح, أو بالأحرى أن ثورة يقودها الجميع لا تنجح, هذا إن تسنى لنا أصلا أن نسمي اقطابا فكرية تعاني خلاف شقاق لا اختلاف تنوع, ان تسنى لنا ان نسميها ونجمعها في قالب واحد يقود ثورة واحدة, أنى لخلاف الشقاق ان يصيب هدفا واحدا على طول الدرب؟؟؟؟
إن توحد هدف المختلفين في لحظة من اللحطات لا يعني توحدا على طول الدرب, وهذا ما حدث في الثورة المصرية, فالثورة لم تكن مسحا جغرافيا شاسعا تغير به الوضع من حال الى اخر, بقدر ما كانت هزة ارضية توقف فيها كل الوضع للحظات كي يعود الى حاله من جديد.
الثورة المصرية كانت هزة انية اعادت الحركة لكل الأطياف الفكرية من جديد, وهكذا يجب ان ينظر اليها, وهي التي أعادت فرز الصفوف, واعادت الى الشخوص, ما هية الأنا؟؟؟؟
فمن أنا أولا؟؟؟؟
ثم ماذا أريد؟؟؟؟
إننا كمصريين, يجب أن ندرك ماهية كل مصري
هناك المصري المسلم
والمصري النصراني
والمصري العلماني
وكل وما يريد, واذا اعتبرنا اولويتنا كوننا مصريين, فأين هو الدستور الذي يكفل لنا جميعا حقوقنا؟؟؟؟
اخاطب نفسي كمسلم مصري, وأقول بكل تجرد وموضوعية, أنني مسلم وهدفي أن أعيش مسلما, في وطني ذي الأغلبية المسلمة, في وطني الذي يكفل لي كل حقوقي الدينية, فأين هو الخطأ في أن يكون شعاري دينيا يعبر عن هويتي؟؟؟؟
لماذا هذا التأفف والحرج من الشعارات الدينية؟؟؟؟ ولماذا هذا اللمز بالطائفية والدعوة إلى اتهام وتخوين الاسلاميين, أو حتى نعتهم بالظلامية؟؟؟؟
أن دولة نصرانية مصرية لن تكفل للأغلبية المسلمة الحرية الدينية. وإن دولة علمانية مصرية لن تكفل للأغلبية المسلمة الحرية الدينية, وإن دولة مدنية مصرية لن تكفل للأغلبية المسلمة الحرية الدينية.
أما الدولة المصرية الاسلامية فهي قائمة على اقامة الدين الاسلامي وكفالة حرية الاعتقاد لغيره من الديانات. فلماذا هذا التأفف من اسلامية الدولة؟؟؟؟
أيها المصري المسلم, إن مسألة اسلامية الدولة هو في صلب هويتك كمسلم, والدعوة إلى العلمانية أو المدنية حتى وان استجلبت لك انتصارا ميدانيا, أو رضى مخالفيك, فإن الأمر يهز من هويتك, ويستجلب عليك تنازلا عن قناعاتك ومبادئك.
أن المبدأ عندنا كمسلمين أن الانتصار للحق بهزيمة الباطل
وانظر الى من لنا فيه الأسوة الحسنة, رسول الله عليه وعلى اله وصحبه الصلاة والسلام, كيف أنه لم يتنازل عن مبدئه الفكري العقدي, مقابل استجلاب نصر ميداني واسع, حين دعاه صناديد قريش واذ كانت الدعوة في بدايتها ضعيفة حين دعاه اولئك الى ان يعبد الهتهم يوما ويعبدوا الهه هو يوما اخر, وإذ دعوه الى ان يجعلوه سيدا بينهم, ويغدقوا عليه من أموالهم كيف أنه صلى الله عليه وسلم رفض المساومة على عقيدته, وقال: والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي ما تركت هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك دونه.
إن الانتصار الحقيقي هو الانتصار الفكري حتى لو كان فرديا أدى بك الى الهلاك, وان الهزيمة قد تلبسها دولة مترامية الاطراف, لا تملك من الفكر غير الانتاج المادي المترهل السريع الزوال.
لقد ارتضى الله ليس للمصريين فقط, وإنما لكل انسان يريد عبادة الله , ارتضى له الاسلام دينا حين قال:
اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا
كما وأنه جعل مبدأ التحاكم وعدم التحرج من الدين سواء على مستوى تطبيقه فرديا أو في اطار سياسي على مستوى الدولة, جعل هذا المبدأ من الأساسيات والمبادئ التي لا مساومة عليها لدى المؤمن حين قال:
كلا بل لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت و يسلموا تسليما.
إن لوثة الحضارات الغربية قد أعادت صياغة عقولنا كمسلمين, فصرنا أنصاف مسلمين, وكمصريين قد تجد فينا العلماني المسلم, وهذا تصنيف موجود في مسلم لا يؤمن بكل مبادئ الاسلام, وفي ذات الوقت ليس بالعلماني الكامل المستوفي لجميع مبادئ العلمانية, أقول للمسلمين العلمانين او الليبراليين, أن حقيقة الاسلام تتنافي مع العلمانية والليبرالية, فأعيدوا صياغة قناعاتكم, حتى لا تعيشوا حالة الفصام العقدي.
| |
|