خالد
عدد المساهمات : 31 تاريخ التسجيل : 28/03/2011
| موضوع: بين شموخ الثورة اليمنية وارهاصات الثورة في مصر السبت سبتمبر 10, 2011 1:40 am | |
| بين شموخ الثورة اليمنية وارهاصات الثورة في مصر لا شك ان ثورة مصر 25 يناير التي اذهلت الدنيا وانحنى لها العالم باسره اعجبابا وتقديرا, عكست شجاعة وبساله, وتفاني وتضحيه, وصمود وأرادة, وتحدي بقدر عظمة الشعب المصري وتاريخه واصالته, وايمانه وحضارته واسهاماته الانسانية والحضارية لتي لم تتوقف في يوم من الايام.
فقد استخدم النظام اليمني فاقد الشرعية نفس ذات اساليب رديفه نظام المجلس العسكري في مصر القذرة والجبانة في التصدي للثورة, بأن اطلق يد لاجهزة الامنية للاعتداء على الشعب واترويع واطلاق النار بهدف القتل, والتنكيل والاعتداء على الممتلكات والاعراض. ولجئ ايضا الى اسلوب مجلس نظام حسني العسكري بتوظيف البلطجية والمجرمين وتسليحهم للاعتداء على الشعب وممتلكاته في ساحات الاعتصام وفي البيوت. كما قام نظام علي عبدالله الصالح اسوة بنظام المجلس العسكري في مصر بأستخدام قناصة وقتل المعتصمين العزل بهدف الانتقام منهم وتروعيهم وتشتيتهم والقضاء على الثورة, وكما فعل نظام المجلس العسكري الفاقد الباطل في مصر, اخرج نظام علي عبدالله مؤيديه واتباعه من منتسبي اجهزته الامنية والشريحة التي تشاركه سرقة الثروات من رجال اعمال ومنتفعين ولصوص ومحسوبيات ودعم وقبلي للتظاهر تايدا له امام العدسات.
وامام صمود الشعب اليمني الحر الابي واصراره, لجئ نظام علي عبدالله صالح باتباع اسلوب نظام مجلس حسني مبارك العسكري في مصر محاولة خداع الشعب والثورة بالاعلان عن اصلاحات دستورية وتغير حكومة!...ثم تباعا وكما فعل النظام في مصر ادعى نظام علي عبدالله صالح بانه سيتنحى عن السلطة بعد انتهاء فترته الرئاسية بحسب الدستور!..وبعد ان بائت محاولته تلك بالفشل ادعى علي عبد الله صالح اسوة بما اقدم عليه حسني مبارك واتم خطته من بعد تنحيه مجلسه العسكري الذي ولاه زمام الامور, ادعى علي عبدالله صالح بأنه سيتنحى عن السلطة قبل اتمام فترته الرئاسية ولكن بشرط ان يتم اولا اجراء "استفتاء" على الدستور! وان يعقب ذالك اجراء انتخاب لرئيس الجمهورية بعد "الاستفتاء" على الدستور يتبعها انتخاباتات برلمانية!!!هل اغفلنا شيئ من التطابق في اسلوب وبرنامج النظامين في محاربة الثورة ومحاولة اجهاضاها؟!
لا يحتاج الامر الى كثير من الجهد لمعرفة حقيقة ان عدو الشعب المصري واليمني واحد, من حيث الارتباط والتبعية بالمشروع الامريكي الصهيوني, ومن حيث الاسلوب والطريقة في سلب السلطة واحتكارها, والنهج الذي يتبعه, والمناورات السياسية التي ترعاها وتشرف على تنفيذها دوائر الاستخبات الامريكية الصهيونية والاساليب الاجرامية التي يستخدمها!
ورغم اتباع النظامين العميلين فاقدا الشرعية لنفس الخطوات والنهج في مصر واليمن, الا اننا نجد تفاوتا كبيرا وفرقا شاسعا بين اوضاع الثورتين! فالنظام اليمني اخفق حيث نجح نظام حسني مبارك في خداع الشعب بخديعة "الجيش" وما يسمى بـ "المجلس العسكري الاعلى"! والتي تشكل في مصر احد القاعدتين والمرتكزين الاساسين للنظام بجانب المؤسسة الامنية الاستخباراتية!
ففي مصر اعتمد النظام منذ زمن حكومة انور السادات برنامج منهجي لتضليل الشعب وتجهيله بتاريخه واختراق وعيه ومحو ذاكرته على طريق ابعاده عن دينه ومسخ قيمه ومحو ثقافته والحاقه فكريا وثقافيا واقتصاديا وعسكريا بالمنظومة الامريكية الصهيونية. وثبت النظام في وعي الشعب وضميره بهدف السيطرة عليه منزلة وشئن عظيم "للجيش" لا يرقى اليها اي رئيس او مسؤل او حكومة او اي جهاز او مؤسسة اخرى! باعتباره جيش الوطن وابن الشعب وحامي الحمى المرابط الصامد, وصانع انتصارت السويس واكتوبر 73 والمحافظ على سيادة الوطن واستقلاله!
وهذه خدعة كبرى استطاع من خلالها وبالاعتماد عليها النظام ان يسيطر على الشعب وعلى قواه من الخروج عليه والتصدي له! ومن خلال فرضه لخدمة العلم الالزامية غرس النظام مفهوم الالتزام العسكري, وتنفيذ الاوامر, وقناعة ان الجيش المصري هو جيش وطني ومتصدي لاسرائيل! وان رفض اوامر الجيش او الخروج عنه يعني الخيانة التي لا بديل عن انزال عقوبة الاعدام بحقها!
وهكذا استخدم النظام الجيش ايما اسنخدام بمظلة "الخدمة العسكرية الالزامية" للسيطرة على الشعب وقواه الشبابية الفاعلة من التحرك ضد نظام الذل والتبعية للعدو الامريكي الاسرائيلي واستبداده وسطوته, وضد الاوضاع المعيشية البأسة وحالة العجز والتردي والبطالة التي اسره فيها هذا النظام العميل.
والحقيقة ان الجيش في مصر هو ليس جيش الشعب المصري والوطن ولكنه جيش النظام فحسب! وليس هو الجيش الذي خاض حرب السويس 56 ولا اكتوبر 73 وحقق العبور, وليس هو بالجيش الذي دافع او يدافع عن الوطن والشعب والسادة الوطنية والثروات! فذالك الجيش كان جيش المرحلة الناصرية الذي بني على قيم واهداف الوطنية والقومية, ومحاربة اسرائيل وامريكا وبريطانيا وفرنسا. جيش اعد فكريا وثقافيا وعسكريا لتحرير مصر من الاستعمار والعبودية, وتحرير فلسطين من قبضة الصهيونية والقضاء على "اسرائيل", والتصدي للحملات العسكرية الامريكية والبريطانية والفرنسية, وتحرير الدول العربية وافريقيا من الاستعمار ومحاربة التمدد الصهيوني في افريقيا. فذالك الجيش قد تم استبداله وتفكيكه, واعادة هيكلته وبنائه على اسس وقيم واهداف معاكسة ونقيضة لجيش اكتوبر. جيش ليس له ولاء الا للنظام بوني للسكون اداة للسيطرة على الشعب بعد الاداة الامنية والقمعية, وحماية اسرائيل وسرقة الغاز اليها, وحماية السواح الاسرائيلين في سيناء التي تملك فيها مصر سيادة شكلية فقط لتضليل الشعب المصري لا تجيز للجيش المصري ان يدخلها! بينما تمتلك اسرائيل السلطة والنفوذ الحقيقي عليها, جيش اعد لتنفيذ ما يوكل اليه في المشروع الامريكي الصهيوني من ضرب اي قوة او وجود معادي للصهيونية كضربه للعراق ومحاصرته لغزة ومنع السلاح والدعم عن الفلسطينين, وحماية النظام من السقوط, ومحاصرة الثورة, وقطع الكهرباء وتهديم الخيام على المعتصمين وضربهم ومنع تجمعهم, وفرض حكومة ودستور وادارة تثبت استمراية النظام وتبدد اهداف الشعب وتجهض ثورته. الجيش الحالي في مصر حوله النظام الى "فرقة" في الجيش الامريكي! حيث تتولى وزراة الدفاع الامريكية ميزانية ورواتبه وتسليحه وتدريبه وتعين قياداته! وطنطاوي وعنان عينات ونماذج لذالك.
واعتمادا على اغفال الشعب المصري لحقيقة الجيش ما يطلق عليه للتموية "المصري" واستغفال النظام ودوائر الاستخبات الامريكية والاسرائيلية له. استطاع النظام ان يستخدم نفوذ الجيش في حماية مؤسساته ومنشأته واركانه وركائزه وان يمنع سقوطه, وان يخترق الساحات بلا تصدي او مقاومة من الشعب والثورة! بل وقدم له الدعم والتسهيلات!حتى اذاما استنفذ النظام كل ما في جعبته من خدع لكسب الوقت وتهريب الاموال واعادة بناء نفسه وهيكلة الاجهزة الامنية بخديعة التنحي وتعين حكومات مؤقتة برئاسة شريف ثم شرف. لجئ النظام الى فرض نفسه من جديد بقوة وسطوة"الجيش" ممثلا بما يطلق عليه بـ "المجلس العسكري الاعلى"! وللاسف اخفقت قوى الثوة والشعب بسبب الجهل بحقيقة الجيش ودوره والتضليل الذي مورس على الشعب على مدى اريعة عقود من الزمن بخصوص الجيش, وبسبب تامر الاخوان المسلمين والاحزاب الكرتونية على الشعب والثورة, اخفقت قوى الثورة في تحديد عداء الجيش لها وفضح حقيقة كونه جيش للدفافع عن النظام وحمايته فقط , والتصدي له ومواجهته وافشال مهمته في انقاذ النظام ومحاصرة الصورة وانهاء الاعتصام بالقوة واجهاض اهداف الثورة والشعب.
اما في اليمن فان الجيش والمؤسسة العسكرية ليست جيشا ومؤسسة للنظام , ولم يصبح الجيش فرقة في الجيش الامريكي كما هو حال الجيش في مصر, ولا تجتمع كلمة وولاءات قيادات الجيش وقطاعاته على عبدالله صالح وعلى الولاء لنظامه, كما ان صلب وانتماءات الجيش اليمني الوطنية والقومية لم تمسخ ولم تلغى ولم تستبدل كما هو حال الجيش في مصر, والعامل القبلي في المجتمع اليمني والذي حسم موقفه ودعمه للثورة معكوس ومتبلور في الجيش اليمني وقياداته, من هنا ففي الوقت الذي كان فيه الجيش في مصر الاداة التي خدعت الشعب والثورة واخترقت صفوفها وحمت النظام من السقوط ومنعت الثورة من الانتصار, وفرض سلطة النظام بحكم القدرة العسكرية وبخديعة "الشعب والجيش ايد وحدة" الزائفة! خرجت فرق والوية وقيادات عليا وقطاعات باكملها في الجيش اليمني تعلن ولائها للشعب وانضمامها للثورة وتبني حمايتها!
الفارق الاخر الرئيسي والمهم في وضع الثورتين وحالهما ان جماعة الأخوان المسلمين غير موجودة في اليمن! او على الاقل ليس لها وجود او صوت او تأثير في الثورة وفي ساحات الاعتصام. وهذا عنصر وعامل اساسي وجوهري وغاية في الاهمية. فيبدو ان الجماعة لحسن الحظ من رحمة رب العالمين باهل اليمن ليس لها حضوة او اتساع. او ان الشعب والثورة اليمنية احتاطت وطهرت الصفوف منها ولم تسمح لها باختراق الثورة وميادين الاعتصام, ولم تترك لها فرصة نخر الثورة او انتزاع قيادة شكلية لها للمتاجرة بها واجهاضها كما فعلت الجماعة في مصر ومن قبلها في العراق وافغانستان والبوسنية والهرسك والصومال وغزة! وهكذا فالشعب اليمني والثورة اليمنية المجيدة تقف بفضل الله تعالى وعونه على جبهة داخلية رصينة وموحدة, خالية من شوائب الاخوان والاحزاب الكرتونية المتامرة والانتهازية.
وفي صورة قل نظيرها..من اسمى وانبل صورة الأيثار والوطنية والوفاء, اخضعت الحضوة والهيكلية القبلية سلطتها القبلية ونفوذها الاجتماعي والسياسي والمادي في ساحات الاعتصام للثورة, واعلنت ولائها وانتمائها ودعمها وتأيدها للثورة والتسليم بقيادة الشباب لها. بينما على الطرف الاخر خرجت نتؤات وتشققات لمجاميع وتكتلات منها صنيعة للنظام ولطابوره الخامس ممثلا بالاخوان المسلمين والحزب الوطني وحاشية النظام من اجهزة امينة, ومنها ما هو عفوي ونتاج لحالة التشرذم والتفتيت التي وصلت اليها الثورة نتيجة تامر الاخوان ونتيجة وقوع الشعب والثورة فيخديعة الجيش وفخ النظام ومجلسه العسكري والاقرار بسلطته والانصياع الى قرارته.
لنا في الشعب اليمني الاصيل صاحب الحضارة والايمان والحكمة اليمانية وفي بطولاته وتضحياته التي سطر بها صحف التاريخ, وفي ثورته الرائدة المنصورة بأذن الله, وفي ابناء الثورة والشعب وقبائله الاصيلة وفي قيادات وقطاعات جيشه الوطني الوفي قدوة وعبرة نتعلم منها ونحذوا حذوها ونستلهم منها اسلوب العمل والية اسقاط النظام في مصر.
وكما حدد وثبت واثبت الشعب اليمنيي موقفه ولم يتزحزح عن هدفه باسقاط النظام, ورفضه جميع خدع واقتراحات النظام باستفتاء على دستور واقالة حكومة واجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية جديدة, والذي اتاه الرد صفعات متتالية ومتصاعدة من الشعب والثورة اليمنية بعزيمة وارادة زاصرار اكبر واقوى على اسقاط النظام ورفض اي حوار او مفاوضات او استفتاء او تعديلات.
الخطوة المطلوبة والاساسية والكفيلة باعادة الامور الى نصابها واستعادة المبادرة وتجميع قوى وموقف الثورة والشعب في مصر هي في اعلان هدف واحد لا بديل عنه وهو اسقاط المجلس العسكري.
لا بد من خوض المعركة معه من اجل نقاذ الثورة وتحقيق اهدافها. معركة الشعب والثورة هي مع المجلس العسكري للنظام واداته العسكرية. النظام ومجلسه العسكري يحارب الشعب والثورة منذ البداية ويسخر الجيش وابناء القوات المسلحة للدفاع لذالك وللانقضاض على الثورة والشعب, ولكن للاسف قوى الثورة تغمض عينها عن هذه الحقيق, وتترك له الميدان وتدعه ينال من الثورة والشعب ويفتتها تحت ناظريها! بل وتغطي على دوره وجرائمه وتخدع نفسها والشعب وتهتف "الشعب والجيش ايد وحدة"!
لا بد من وضع الجيش على المحك وتخيره وفضح دوره وولائه للنظام..لا بد من تخير قطاعات الجيش بين الولاء للمجلس العسكري او الولاء للثورة والشعب والانضمام اليها اسوة بما فعله الجيش اليمني. لا بد من كشف حقيقة ان هذا الجيش لا يجوز شرعا الانتماء اليه والخدمه فيه لان جيش حكومة ودولة علمانية ومتحالفة مع اعداء الله والدين والوطن. ولا يجوز الانتماء اليه وطنيا لانه ليس جيش وطني وانما جيش لحكومة عميلة خائنة ومتأمره على الوطن والشعب تنفذ المشروع الامريكي الاسرائيلي المعادي للوطن والقومية.
لا بد من المواجهة والثبات ..ولا بد من اعادة حشد الشعب للاعتصام في الميادين ...ولا بد من خوض المعركة مع المجلس العسكري والمؤسسة العسكرية للنظام التي يشنها علينا, ولا مناص من مواجهته! فاما مواجهة واسقاط المجلس العسكري واداته العسكرية الضاربة التي يهددنا ويبتزنا بها ويفرض نفسه وقرارته وسلطته بها علينا, ورفض الاعتراف به او التحاور معه, واما اقرء على التضحيات وعلى اكبر ثورة عرفتها البشرية وعلى اهداف الشعب المصري وتحرره السلام.
ثورة 25 يناير القيادة الشعبية الميدانية للثورة 25 مارس 2011 | |
|