د. طارق عبد الحليم
عدد المساهمات : 197 تاريخ التسجيل : 31/08/2011
| موضوع: زَواج العَسكري من الإخوان بَاطلٌ!! الأربعاء أكتوبر 05, 2011 11:19 am | |
| زَواج العَسكري من الإخوان بَاطلٌ!!
د. طارق عبد الحليم الحمد لله والصّلاة والسّلام على رَسول الله صلى الله عليه وسلم
العقد الذي أبرَمه المجلس العسكريّ مع جَماعة الإخوان، عقدٌ باطلٌ شَرعاً ووضْعاً. وكما أبطلنا زواج السلطة والمال في عهد المخلوع من قبل، فأننا نُشهد الله على بطلان هذا الزواج بين السّلطة وبين مزوّرى الدين. باطلٌ باطلٌ باطلٌ. فالعقد في شرع الإسلام، لا شرع الخِيانة والخِدانة، لا يَصحُ إلا بشاهدي عدلٍ وولي مرشدٍ. ويَشهدُ الله أن هذا العقد الباطل قد خَلا من كِليهما. فالشعب هو الوليّ المُرشد، لا محمد مرسى، ولا محمد بديع. غاب الشّعب عن العقد، فسقطت أركانه، وبطلت توابعه. ثمّ لم يكن هناك إلا شهود زورٍ، جاءت العروس (جماعة الإخوان)، بأحدهما، وهو حزب الوفد، مُمثلاً في السّيد البدوى، الذى عُرف بتاريخه الأسود في شَهادة الزّور، وعمل الزّور، منذ أيام صفقة الدستور، وقبلها. وجاء العَريس (المجلس العسكريّ)، ببقية الشهود، مجموعة من الساقطين السياسيين، الذين ليس فيهم من الولاء المِصري، أو الكرامة الإنسانية، إلا البطاقة الشَخصيّة. فسقط الركن الثاني من العقد الشّرعيّ، الذي يقبله الله والناس. وصَار هذا النِكاحُ سِفاحاً، لن ينتج إلا غِلمانٌ أشْأمٌ كلهم، على مصر وعلى من شَهِد الزور.
ثمّ إنه باطلٌ وضعاً، إذ لم يجرى إستفتاءٌ شعبيّ على ترك الطوارئ، ولو يوماً واحداً بعد 30 سبتمبر للدراسة المزعومة، ولم يفوض أحدٌ الإخوان أو غيرهم، أن يتحدثوا باسم الشعب، ويوقعوا على عقودٍ باطلة لا تمثل إلا من حبّر هذا الورق العفن.
تعدّت جَماعة الإخوان، بما فعلت، خَطَّ الشرعيةِ الإسلاميةِ، وحدودَ الوطنيةِ المصريةِ، وألقت بنفسها في أحضان من تعرف سلفاً عشقه لغيرها، أمريكا وإسرائيل، وإخلاصه لهما، فهما حبه الأول والأخير.
لنْ يُخلص المجلس العسكريّ لجماعة الإخوان، إذ ليس الإخلاص من طبعه. ولن يكون في مستقبل الإيام لهذه العُصبَة المَارقة عن أمر وليِّها، إلا الشرّ، كلّ الشرّ، على أبناءها وشعبها. ولن يجلب عليهمإ إلا العَار والشَّنار، الذي تجلبه متخذة الخَدن على أهلها.
والله لقد فعلت هذه الجماعة، المتسترة وراء اسم حزبٍ، ما سيُشينها ويلوّث سمعتها طول الدهر، إلى أن يخرج من تحت عباءتها من يصحح هذا العهر بالقصاص. ولقد راينا مثل هذا التصحيح قد جرى في أروقة السلفيين، حين خرجت الجبهة السلفية من تحت عباءة الأدعياء، لتنكر عليهم القبول بعقدٍ وقعوه سَلفاً مع العَسكريّ، ومع كلّ حاكمٍ مستبدٍ، فأصبحوا كالأمَةِ التي تتناقلها أيدى الحكام، من بيده القوة، سيداً عن سيدٍ.
والله لقد إقترفت هذه الجماعة "الأم"، بتوقيعها على هذا العقد الباطل، ما لا تقترِفه شَريفةٌ حصانٌ،
ياللعار الذي أوقعنا فيه هؤلاء. هو والله عارٌ على أمة الإسلام، لا يجب السُكوت عليه، كما لا يجب السُكوت على الرّزيلة والفاحشة، ترتكب بين أيدينا، ونحن ناظرون. الأمر ليس أمر سياسة الآن. الأمر أمر عهرٍ سياسيّ بكلّ ما يحمله هذه الكلمة من معانٍ.
يجب أن يفهم الجَميع، أننا نتحدثُ هنا عن مستقبل أمةٍ، يلقي بها هؤلاء في أيدى الخونة من العسكر، راضين طائعين، مُتعَلّلين بكلِ رزية ونقيصة، لا يقبلها عذراً إلا جبانٌ رعديد، أو خائنٌ عميل.
ليس أمام وليّ الأمر المَخدوع، الشعب، إلا أن ينزِل إلى الشوارع، فيكشف زيف ما حدث، ويطلب البراءة من الخنا، ويهتف بِطَاقة حَناجره "زواج العسكريّ من الإخوان باطلٌ".
* 4 أكتوبر 2011
| |
|