د. طارق عبد الحليم
عدد المساهمات : 197 تاريخ التسجيل : 31/08/2011
| موضوع: عودة إلى المبادئ"فوق القرآنية" الجمعة نوفمبر 04, 2011 5:24 am | |
| عودة إلى المبادئ"فوق القرآنية"
د. طارق عبد الحليم الحمد لله والصّلاة والسّلام على رَسول الله صلى الله عليه وسلم
لا أدرى ماذا اعتراني حين سمعت نبأ أنّ عدو الله والناس الثاني "على السلمي" قد أعلن أن المبادئ فوق القرآنية التي أعلن عنها من قبل، في طريقها إلى طاولة المُداولة استعداداً لإعلانها. نوعٌ من هبوط الطاقة، وتسارعٌ في دقات القلب، واضطراب في الأفكار المتتابعة في العقل. هذا ما يحدث حين تترقب أمراً وشيكاً، كان قابعاً في زوايا النفس، خائفاً يتربص، لا يريد أن يُفصح عن نفسه، خَشية أن يتحقق على أرض الواقع، إن خرج إلى حيز النقاش.
وقد كنت آملُ، أملاً لا دليل عليه، أن يكون هذا الموضوع قد "خَد الشرّ وراح"، كما تقول العامة، ولكن، الحقيقة الصادمة تتكلم، أنّ أهل الشرّ والعدوان، لا يُسكتهم النباح والعويل، بل يُسكتهم القراع والصليل.
القوم لهم هدفهم الذي لا يحيدون عنه، لا محاورة ولا مداورة، ولا مجاملة لأحد. القوم يؤمنون بالشيطان، ويعادون الرحمن، ويريدون أن يجعلوا مصر بلداً علمانياً لادينياً أولاً، ثم بلداً محكوماً بالعسكر ثانياً.
هذا الأمر هو طامة كبرى لحكم العسكر الذين لا يزالون مسيطرين على دفة الحكم في مصر، بلا ادنى رغبة في تخفيف هذه القبضة، بله إطلاق عنانها.
* 3 نوفمبر 2011
هل ينتظر الأمر 18 نوفمبر؟
بقلم: د. طارق عبد الحليم الحمد لله والصّلاة والسّلام على رَسول الله صلى الله عليه وسلم
منذ ان أعلن الشيخ الفاضل حازم أبو اسماعيل يوم 18 نوفمبر يوماً للثورة الإسلامية الوطنية، وفي النفس خوفٌ وجزع من طول الفترة حتى ذلك اليوم الموعود.
فالقوى الشيطانية، متمثلة في مجلس العسكر أولاً وأخيراً، ثم في تلك الشخصيات العلمانية البهلوانية التي يُسخّرها المجلس الشيطانيّ لتحقيق أجندته، تعمل في العلن، لا في الخَفاء، لِهدم مصر، وإبقائها تحت ظل الإستبداد والطغيان والكفر. وهي تخطّط أسرع مما نُفكر، وتُرتب أخَبث مما نُقدر. ومهلة مثل هذه، تتجاوز الثلاثة أسابيع، كفيلةٌ بأن يلتفّ هؤلاء الملاعين حول النية القادمة للثورة. وهم بالفعل قد اتخذوا خطوة في هذا الإتجاه، حين بدأ الحديث مرة أخرى عن المبادئ "فوق القرآنية"، والتي أرجعها البعض، كالدكتور محمد على يوسف، إلى رغبة المجلس الشيطانيّ في أن يُشَتّت هذه الحَملة القادمة، وأن يطرَح هذا الموضوع، ليكون بديلاً عن المطالبة بتنحيته وتسليم السلطة بأسرع وقت، وهو تحليلٌ جديرٌ بالإعتبار، وإن كنت لا أظن أن المجلس سيتراجع طواعية عنها.
أظنّ أنه كان من الأفضل أن نقيم قيامة هذا المجلس الشيطانيّ أبَكر من ذلك، إذ إن الثورات الحقيقية القوية، لا يجب أن تنتظر موعداً محدداً في المستقبل البعيد، بل هى تعتمد على التلقائية العفوية، مع التخطيط لها، حتى لا تبرُد المشاعر، ويهبط سقف التوقعات، وتخبو جذوة الأمل. ثم، كما ذكرنا، فإن هؤلاء لن يقرُ لهم قرارٌ إلا إذا ظَفروا بالشّعب، فقيّدوه، أو ظَفر بهم الشعب، فقيّدهم. ولذلك، لا ندرى ما في جُعبة هؤلاء المَناكيد، يَلعبون به، ويلتفون حول المواقف المخزية، بما يشتت النظر، ويوزع الجهد.
أحسب والله تعالى أعلم، أن هذه الحملة لا يجب أن يوقِفها عيد الأضحى، أو أي عيدٍ كان، لأنه إن استغل هؤلاء المناكيد هذه الثغرة، وهم مستغلوها ولا شك، فلن يكون العيد بعد ذلك عيداً، بل لن تكون الأمة بعدها أمة، كما أرادها الله سبحانه.
ولا أدرى عن التزام يوم الجمعة هذا؟ أفي معترك الصراع المصيريّ الدائر على الساحة الآن، ينظر المنظرون، ويعتبر المعتبرون، عدم إشغال أيام الأسبوع العادية؟ هذا والله من عجائب مصر وحدها، لا يشاركها فيها أحد!
لماذا لا يخرج الناس عقب صلاة العيد مباشرة، من مساجدهم إلى الشوارع والميادين، فلا يعودوا إلى بيوتهم إلا بحلاوة العيد المجزية، وأن يعلنوا أن الضحية في هذا العام هو مجلس العسكر، نتقرب بإجلائه إلى الله عز وجلّ؟ لماذا الإنتظار والعدو يتربص بنا؟ لا أدرى!
ولعل هذه الصرخة، وهذا التحذير، أن يصل إلى من بيده أمر هذه الحملة، فيعتبره مُعتبرٌ قبل فوات الأوان.
ويا شباب الإسلام، دعوا الجماعات والتجمعات، وانسوا القادة والمشايخ، فإن الله سائلكم يوم القيامة فرداّ فرداً. هذا هو أوان الذَبّ عن دين الله وعن سُنّة رسوله صلى الله عليه وسلم. وإن كانت فاتتكم أفغانستان لبُعد الشُقّة، والعَراق لجبروت الطغاة الكفرة، فها هي الفرصة تأتيكم سانحة إلى داركم، مصر، فاغتنموها، ولا تهملوها. ولا يمنعنكم رأي ارتأيتموه بالأمس، أن تخالفوا إلى غيره اليوم بعد أن تبين خَطؤه، وظهر خَطره. ثم عليكم بقول الله تعالى "وَأَطِيعُوا۟ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَلَا تَنَـٰزَعُوا۟ فَتَفْشَلُوا۟ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَٱصْبِرُوٓا۟ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّـٰبِرِينَ" الأنفال 46.
* الخميس 03 نوفمبر 2011 | |
|