revolutionist_11
عدد المساهمات : 61
تاريخ التسجيل : 01/04/2011
 | | موضوع: لكي يرحل العسكر 1811 الجمعة نوفمبر 11, 2011 5:18 am | |
| لكي يرحل العسكر 18\11
د. محمد على يوسف يكتب .. ولا العسكرى يخدعنى؟!
ما أحوجنا اليوم لتلك الكلمة الجامعة لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه:
”ولست بالخب ولا الخب يخدعني“(أدب الدنيا والدين للماوردى).
الفاروق رضى الله عنه يرفض فى تلك الجملة أن يكون مخادعا وينأى بنفسه عن أساليب الساسة التى لا تخلو من الالتواء والفخاخ والخدع فى الغالب الأعم. وهو مع هذا يرفض كذلك أن يكون من السذج الذين تنضوى عليهم تلك الخدع ويقعون فريسة لتلك الشراك فالمؤمن كيس فطن وهو لا يلدغ من جحر مرتين, وقد ذكر المغيرة بن شعبة عمر بن الخطاب فقال:
كان والله أفضل من أن يَخدع، وأعقل من أن يُخدع.
ما بال كثر منا اليوم قد نسى أو تناسى تلك السنة المباركة عن خليفة رسول الله وآثر أن يقع فى نفس الفخ مرارا و تكرارا وأبى إلا أن يدس يده فى نفس الحفرة التى طالما لدغ منها؟
أوبعد تسعة أشهر من الخداع المتواصل والمماطلة المملة والتباطؤ الذى لا يمكن أن يفسر إلا بإبدال الباء واوا
لازلنا لم نتعلم الدرس؟؟
لا يزال منا من يسير بخطى ثابتة على قضبان رسمها له العسكر بحرفية تستحق الإعجاب
لا يزال منا من يتحرج من توجيه سبابته للمتهم الحقيقى ويهوى مقارعة الدمى؟
أتكلم هنا عما أسميه”هوجة السلمى“... نعم والله لا تستحق عندى إلا هذا الاسم هرج شديد فى توقيت مدروس يصرف انتباه الطيبين عن الغاية. الأخطر والأهم إن وثيقة الدكتور على السلمى بما فيها من مبادىء أقل ما يمكن أن توصف به هو الوقاحة الشديدة والانبطاح الفج أمام العسكر لهى فى نظرى مجرد”هوجة“ ليس ذلك تقليلا من خطورتها, ولا إيهاما منى أنها لا يمكن أن تٌُفعّل أو تكتسب شرعية من العسكر,
بل يغلب على ظنى دائما أن فحوى تلك المواد الوقحة (2) و (3) و (9) هو المطلب الأساسى للعسكر, وسبب مماطلتهم إلى هذه اللحظة. فدائما ما ألمح أعينهم ترنوا تجاه النموذج التركى أو الأتاتوركى للدقة, لكننى أقول أن ظنى بالمجلس وبمخابراته الواعية أنهم أزكى من أن يحققوا أمانيهم بهذه الفجاجة!
إذا فماذا حدث؟ ولماذا هذه الهوجة؟؟
السبب واضح يا أولى الألباب, يحتاج فقط إلى تأمل التوقيت...ظهرت دعوة السلمى للأحزاب لمناقشة تلك الوثيقة مباشرة بعد جمعة ”المطلب الواحد“, جمعة المطلب الواحد التى ألخص قيمتها فى كلمة واحدة لفضيلة الشيخ حازم أبو إسماعيل, ألا وهى”إعادة الزخم الثورى والقوة لميدان التحرير“.
ظهرت دعوة السلمى بعد تلميح الشيخ حازم بإمكانية مشاركة الكثير من إخوانه الذين وصفهم بأنهم أحب إليه من نفسه فى جمعة الحادى عشر من نوفمبر, والتى أعلن أنها ستكون الفرصة الأخيرة للمجلس لتحديد أثقل شىء على نفسه, وأنها لن تمر كمجرد جمعة أو مليونية, بل ستستمر اعتصاما مفتوحا إلى أن ينفذ المجلس المطلب الواحد الثقيل عليه كما قلت من قبل, وهو تحديد موعد التسليم الكامل للسلطة والذى لن يتحقق إلا بتحديد موعد واحد منطقى لا بديل عنه وهو النصف الأول من العام المقبل.
ولأن العسكر كما أوضحت لهم مآرب جلية فى الدستور القادم لا يغفل عنها إلا متغافل فإن تسليمهم السلطة قبل كتابة دستور تحت إشرافهم وبعناية نخبتهم يعد ذبحا لكل طموحاتهم الأتاتوركية الواضحة, لذلك اعذروهم فما أثقل ذلك المطلب الواحد عليهم , ولأن أكبر قوتين فى الشارع المصرى –الإخوان والسلفيين– صاروا قاب قوسين أو أدنى من المشاركة فى جمعة نوفمبر نظرا للضغط الشبابى الهائل على قياداتهم, فكان لابد من ”تتويه” لذلك المطلب الواحد وتفتيته إلى مطالب , ومن ثم حين يستجاب لجل هذه المطالب مع ترك المطلب الواحد يفرح الإسلاميون ويهللون ويزداد حسن ظنهم بالعسكر الطيبين الذين ظلموا فى تلك ”الهوجة” ويصب جام الغضب على السلمى المسكين الذى يكون هو كبش الفداء فى تلك الهوجة بعد الإمعان فى إظهاره بمظهر ”شرير الفيلم”, ويضيع المطلب الأهم والأخطر فى خضم استجابات العسكر! نفس السيناريو بالضبط الذى رأيناه فى وثيقىة الفريق عنان حين ألقى لهم بكبش فداء المادة الخامسة من قانون الانتخابات فطاشت بعدها مطالبهم بقانون عزل الفلول وإلغاء الطوارىء بل ووقعوا على عقد تأييد ”كامل” للعسكر وأضفوا شرعية على وجودهم لعام 2013 على الأقل وخدعهم الخب!
إن الدكتور السلمى ومن قبله الجمل وغيرهما ما هم إلا أدوات توجه بكل سلاسة لتحقيق مآرب العسكر التى باتت واضحة المعالم لكل ذى لب لا يخدعه خب؟ ولذلك أكرر ما قلته فى مقالى السابق تعليقا على جمعة الثامن والعشرين من أكتوبر”كيف تأمنون وجود هؤلاء أثناء كتابة دستور بلادكم حتى وإن كنتم أغلبية فى كتابته وهو أمر غير مضمون أبدا؟ لذا أجد نفسى مضطرا لأن أقول لكل من اعتلى السفينة وقرر أن يمسك الدفة اليوم, حنانيك, مرحبا بك على المتن أخا وشريكا وأحب إلينا من أنفسنا, لكن أرجوك لا تنس, من له القياد فى مركبنا إنه من تحمل التخوين والتسفيه والإتهام المتواصل على شاشات الفضائيات بالسفه والرعونة تلميحا غالبا وتصريحا أحيانا.
إن القياد لمن تحمل كل ذلك وأكثر متجلدا متصبرا وما أقساه حين يأتى من أقرب الناس ولست أعنى بـ “القياد” حبا لزعامة فرد أو أفراد ولكن أعنى قياد المطالبة والفكرة إن رفض المبادىء الدستورية أمر لا خلاف فيه والعسكر يعلمونه كما تعلمه النخبة الفاسدة إلا من رحم الله. فلا داعى لحوصلة القضية كما يحدث الآن فى نقطة لا خلاف عليها, وستطلب ولا مناص من الاستجابة لها.
لكن النقطة الأخطر هى تسليم السلطة وعدم وجود المجلس أثناء كتابة الدستور وإلا .. فليقيلوا السلمى فسيأتى يومها مائة سلمى طالما المصدر نفسه لا يزال موجودا لذلك فلابد من الإصرار ووضوح المطلب الأهم والأوقع موعد منطقى وحيد لتسليم السلطة وإن وجدت مطالب بجواره فلا مانع, لكن بشرط لا تفرغوا جمعة دعيتم إليها من مضمونها واعرفوا مصدر الخلل تتمكنوا من إصلاحه.
وأقولها لكم مرة أخرى يا من لمزتمونا فى الجمعة الماضية وسارعتم لإعلان رفضكم للجمعة القادمة (18/11) لا تثريب عليكم, ومرحبا بكم إخوانا ورفقاء فليس هذا وقت لوم أو تصفية حسابات . لكن الجمعة ستبقى جمعة المطلب الواحد ولا يخدعنكم خب بإقالة هنا أو إلغاء لبند هناك, قد ظهرت النوايا وانكشفت الألاعيب ولم يعد هناك مجال لأحد أن يحسن الظن بالخب بعد اليوم!
أعلم أن كلامى سيغضب البعض ممن تعودوا على التبعية العمياء ونسوا كلمة الدكتور المقدم متعه الله بالصحة “السلفية ليست مصرا لإنتاج الروبوت“
وأكرر مقولة أحب المشايخ إلى قلبى الدكتور المقدم: هذا عصر الشباب وقد أخذت الأجيال السابقة فرصتها ولا يوجد أحد فوق النقد البناء ومن حقهم أن يفرضوا التغيير فرضا وأن يتمسكوا بحقهم فى ذلك” ... لذلك يا إخوانى هونوا عليكم ولا تسرفوا فى الانخراط فى ”هوجة” السلمى فهى مجرد عرض وليست المرض, وأول مراحل العلاج الناجع هو التشخيص السديد. لذلك أقولها صريحة الآن ويوم الثامن عشر ورزقى على مولاى رضى من رضى وسخط من سخط, لابد أن يرحل العسكر وتأتى السلطة المنتخبة لتحل محله فى أقرب فرصة رئيسا وبرلمانا,
ألا هل بلغت؟!
اللهم فاشهد.
Date: 2011-11-02 22:43:32
من موقع الدستور المصري
http://egypt-dostor.com/?p=14384 | |
|
