بسم الله الرحمن الرحيم
يا شعب مصر...حي على الثورة
يا أهل مصر..."أذن للذين يقاتلون بأنّهم ظُلموا وإنّ الله على نصرهم لقدير"
يا أهل مصر...(واذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم ويريد الله أن يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون)
لا داعي من الوقوف مطولا في تحليل من يقف وراء الاحداث في ميدان التحرير والمنصورة والسويس وفي الاسكندرية ودمياط والاسماعلية وفي اماكن اخرى من البلاد, فالشهور التسعة الماضية وضحت ذالك بما لا يدع مجالا للشك او الريب! وليس من المجدي اسقاط نظرية المؤامرة على قطاعات واسعة, فالأوضاع باختصار هشة وغير مستقرة, ومعرضة للأنفجار في أي لحظة بشرارة صغيرة مقصودة أوغير مقصودة, المهم عندنا من يقف امام الاحداث لا خلفها!
فالمذبحة الجاري تنفيذها الان بحق ابناء الشعب والثورة في ميدان التحرير, قد خطط لها المجلس العسكري غدرا بالشعب, والتفافا على ثورته واجهاضها لمكتسباتها واهدافها, من اجل ابقاء مصر وشعبها ومستقبل اجيالها رهينة التبعية الاستراتيجية الاسرائيلية والامريكية.
فلسان حال المجلس العسكري يقول للشعب المصري وللثوار "قولوا ما تشاؤون..وسأفعل ما اشاء"!
فها هو قد اعاد طاقم العدو الصهيوني الاسرائيلي الديبلوماسي, والعسكري, والاستخباراتي اليوم الى قلب القاهرة, رغم انف الشعب! ورغم نجاح الثورة والثوار في طردهم وتطهير ارض الكنانة منهم! بثمن باهض من اروح ودماء ابناء مصر!
أن العنف الذي قابل به المجلس العسكري مظاهرات الامس واليوم, والذي اسفر عن مقتل سبعة أشخاص وجرح 950 شاب مصري حتى الان, اثبت بشكل قاطع مسؤولية المجلس العسكري عنه, واصراره على التصعيد والصدام مع الشعب وتفجير الموقف! في الوقت الذي يعلن فيه تمسكه بوثيقة "المبادئ فوق الدستورية" وعدم التراجع عنها! وعن عدم عزمه اجراء تغييرات في موعد الانتخابات البرلمانية القادم! فلسان حاله يقول ان الانتخابات البرلمانية القادمة ستجرى في موعدها على ارضية وشروط "المبادئ فوق الدستورية" و "التعديلات الستورية" اللاقانونية التي سبق وفرضها المجلس بصمت مريب من قبل القوى والاحزاب والحركات والتنظيمات المشاركة في العملية السياسية! وبأن هذا تم بالاتفاق مع القوى التنظيمية والاحزاب والحركات التي فاوضته على تفاسم "التورتا" ومقاعد البرلمان, منذ دعها احمد شفيق لذالك ابان الثورة في فبراير الماضي! وبأن المجلس سيستخدم عنفا وارهابا وقمعا لا سابق له, ضد كل فرد او حزب او مجموعة خارج هذا الاتفاق والمسار! هذا ما اثبته المجلس العسكري نهجا وممارسة وتصريحا, وتماهت به معه وللأسف القوى والتنظيمات والحركات المشتركة في العملية السياسية! وبأن اذعان الشيخ حازم صلاح ابو اسماعيل الى مطالب القوى والتنظيمات والاحزاب والحركات الـ 41 التي شاركت في مظاهرة الجمعة 18\11 , وتخليه عن الاعتصام, لن يفلح في تهدئة الاوضاع وترتيب المناخ والمتطلبات لاجراء الانتخابات البرلمانية القادمة بنزاهة وشفافية كما ادعوا!
فالمجلس العسكري في هذا التصعيد والاعتداء الاثم الجبان على ابناء الشعب والثورة العزل في الميدان الجاري منذ الامس, هدف ليس اقل من احداث وقيعة بين الشعب والشيخ حازم صلاح ابو اسماعيل بشكل خاص, وجميع القوى الاسلامية التي تشارك في العملية الانتخابية بصورة عامة! واحداث شرخ وانقسام في صفوف الساحة الاسلامية وما بينها او بينها وبين القوى والتنظيمات الوطنية واليسارية! ولكن بفضل الله وحفظه, وبفطنة ابناء الثورة والشيخ حازم صلاح ابو اسماعيل ثبته الله وايده بنصره, وتداركه للموقف ونزعة لفتيل الانشاقاق والتفجير بالامس, وتفويته الفرصة على المجلس العسكري واعداء الشعب والثورة بعدوله عن الاعتصام!
واحد واربعين 41 حزبا وتنظيما وحركة سياسية ودينية واجتماعية طالبت يوم الجمعة 18\11 بفض المظاهرة بدون اعتصام, بذريعة ايصال رسالة الأحتجاج الى المجلس العسكري على "
نقاط" في وثيقة "المبادئ فوق الدستورية" وكأنه لم يكن يعلم! وطالبته بتحديد موعد لتسليم السلطة في موعد اقصاه ثلاثين ابريل عام 2012 و "
مشت", دون ان تتمسك بهذه المطالب وتصر على رد أو اعلان من المجلس العسكري باستجابته لها قبل انهاء التظاهرة! بذريعة ان الاعتصام سيؤدي الى تأجيل العملية الانتخابية, واعطاء مبرر للمجلس العسكري لفرض الاحكام العرفية, والتمادي في قمع المتظاهرين والشعب! وبدون ان تقدم لنا تعهد او ضمانة بأن المجلس العسكري سيلبي مطالب الشعب والثورة في الغاء الوثيقة او تسليم السلطة!!!
اين هي تلك الاحزاب الواحد والاربعين 41 التي تحدثت باسم الثورة والشعب من من عودة سفير دولة العدو الصهيوني وطاقمه الامني والعسكري والاستخباراتي الى مصر بعد ان طرده الشعب والثورة؟! وبعد ان حطموا الجدار العازل الذي بناه المجلس العسكري لحماية طاقم عمل العدو وسفارته؟! أين هم من دماء الشهداء الثلاثة الذين سقطوا بأيدي قوات الكوماندوس الصهيونية التي تحمي السفارة, عندما اقتحمها الثوار وطردوا العدو منها, وانزلوا العلم الاسرائيلي, وطهروا مصر منهم, غيرة على ديننا ووطننا وشعبنا, ووفاءا لأرواح الشهداء الاربعين الفا الذين قتلهم الاعداء الصهاينة في حروب 73, 67, 56 و 48 , والجنود الخمسة الذين قتلتهم مؤخرا القوات الصهيونية في سيناء داخل الاراضي المصرية؟!
أين هي تلك القوى والحركات والتنظيمات من حزمة التعديلات الدستوري اللاقانونية التي فرضها المجلس العسكري بعد الاستفتاء دون الاستشارة او الرجوع الى الشعب؟!
أين هم من أبناء الثورة الاربعة عشر الفا المعتقلين في سجون النظام؟!
أين هم من السجناء الاسلاميين المعتقلين ظلما وعدوانا في سجن العقرب؟!
كيف يدعون تمثيلنا ومطالبنا, ويريدوننا أن ننتخبهم ونثق بهم! ولما يتصدوا لالتفاف المجلس العسكري على الثورة وللتزوير والتحريف الذي فرضه على ضوابط ومسار العملية الانتخابية والسياسية المزعومة؟! والتي تكللت بوثيقة المبادئ "فوق الدستورية" التي وافقوا عليها! ولم يعترضوا الا على "
مبادئ" او نقاط فيها؟! ناسين ومتناسين عن عمد كل ما فيها من اسافين لتقسيم مصر طائفيا, وتدمير العملية الديمقراطية وتكبيل مصر وشعبها لأجيال قادمة!
ان الموقف الديني والوطني والقومي والانساني يقتضي ان يعلن كل من لديه انتماء لهذا الوطن ولهذه القيم والمنطلقات والاهداف, رفضه الواضح والقاطع لسلطة المجلس العسكري, ولجميع ما اقدم عليه من خطوات وما صدر عنه من قرارات متمثلة في::
1- حزمة التعديلات الدستورية التي شملت ثلاثا وستين مادة من الدستور
2- وثيقة المبادئ فوق الدستورية التي تؤصل لتقسيم مصر طائفيا وعرقيا وتقيد مستقبل اجيالها وسلطاتها البرلمانية والرئاسية وما يقتضيه مشروع التبعية الامريكي الاسرائيلي الاستراتيجي
3- تزوير الانتخابات البرلمانية بقانون تصويت المصريين المغتربين عبر الانترنت
4- اعداد وتأهيل فلول النظام للحصول على مقاعد برلمانية وتكوين كتلة قوية ضاغطة وحاسمة في اتخاذ القرارات وتحديد مصير البلاد
5- تأجيج الفتن واحداث فتنة طائفية يفرض من خلالها النظام احكامه العرفية وقمعه للشعب واجهاضه لركائز ومنجزات
الثورة واعادة الاستبداد والتسلط
6- معاقبة الشعب المصري على ثورته عقابا جماعيا برفعه لاسعار المواد الغذائية والاساسية, وتكريسه البطالة, واعتقال ومحاكمة ابناء الشعب والثورة محاكمات عسكرية
وتلفيق التهم اليهم.
7- اعادة ترتيب وتوزيع وتغويل قوى الامن المركزي وسرايا البلطجية, وافشاء الفوضى والانفلات الامني, والاعتداء على المواطني نوترويعهم
8- واخيرا و ليس اخرا استخدام فزاعة أو ورقة العدوان الاسرائيلي او التدخل
الخارجي والمخطط الايراني, وافتعال حدث او تصادم محدود متفق عليه من اجل فرض حالة الاحكام العرفية وتخوين الثوار, والانقضاض على الثورة, وقمع الشعب تحت شعار حماية الوطن
إن ابناء الشعب والثورة...الجرحى والمعاقين والمنكوبين, واسر واهالي الشهداء, وكل من شارك وقدم التضحيات, وكل من عاهد الله ورسوله والامة, وكل من انتصر للحق وللحرية والعدالة, لا يقبل منه ايا كان... فردا, مجموعة, حركة , تنظيما
او حزبا ان يتحدث باسم الثورة والشعب, او ان يعلن انتمائه لها ما لم يعلن ويؤكد تمسكه بلا تردد بالمطالب
التالية:
1- طرد سفير دولة العدو الصهيوني من القاهرة
2-أن يعلن المجلس العسكريّ عن جدول زمنيّ مُحدد لتسليم السلطة قبل نهاية أبريل القادم.
3-أن يُعزل العيسوى على الفور.
4-أن ينشأ مجلسُ مراقبةٍ لتسليم
5-أن يُلغى قانون الطوارئ فوراً وبدون إبطاء
6-أن تمحى وثيقة السلميّ أو أي وثيقة من خريطة العملالسياسيّ
7- اطلاق سراح جميع الثوار المعتقلين وجميع المعتقلين السياسيين ومن اجريت بحقهم
اعتقالات ومحاكمات عسكرية, واطلاق جميع المعتقلين الاسلاميين في سجن العقرب
8- اصدار قرار تعويض فوري للمصابين والجرحى واسرالشهداء الذين سقطوا بالامس واليوم, وفي الاعتصامات والمظاهرات السابقة منذ ثورة 25 يناير
9- محاكمة حسني وسوزان وجمال وعلاء والعدلي وبقية اركان النظام علنا
10- تقصي ومطالبة امريكا واسرئيل وبريطانية والدول الغربية باعادة الـ 700 مليار دولار التي سرقها واختلسها وهربها رجالات واركان النظام ومجلسه العسكري الى الدول الاجنبية
يا اهل مصر ...قد تبين الرشد من الغي.
قال تعالى:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾
صدق الله العظيم
ثورة 25 يناير - القيادة الشعبية الميدانية للثورةالاحد 20 نوفمبر 2011