د. طارق عبد الحليم
عدد المساهمات : 197 تاريخ التسجيل : 31/08/2011
| موضوع: 'واعتصموا بحبل الله جميعا' .. في الميدان الأربعاء نوفمبر 23, 2011 11:19 pm | |
| د. طارق عبد الحليم
الحمد لله والصّلاة والسّلام على رَسول الله صلى الله عليه وسلم
يزعم البعض أنّ الإمتناع عن الإعتصام في الميدان، وضرورة الحفاظ على الإنتخابات، هو الأمر المَشروع "اليوم"، وأن هذا الإعتصام يضيّع فرصة الإسلاميين في الحصول على أغلبية برلمانية.
وأردّد، للمرة العاشرة، هذا وهمٌ باطلٌ، وخيالٌ زائف.
أولاً، لِمَا قلنا سابقاً من ظهور نيّة العَسكريّ في إخراج برلمانٍ كرتونيّ ورئيس جمهورية محكومين بالقيادة العسكرية، وهو ما عرف من خلال مؤتمرات الجمل، ووثيقة السلميّ، ويعلم الله أية حيلة شيطانية سيدبرونها بعد لإستكمال هذا المسار. الذي نحن على يقين منه، أنهم لن يسلموا السلطة كاملة طواعية.
ثانيا: أنه، إن افترضنا أن خيار الصبر لإنهاء الإنتخابات صحيحٌ، وهو ليس بصحيح، فإن ذلك كان قبل أن يحدث الإعتداء على الشعب المسلم بهذه الوحشية، إذ إن ذلك قد تحول إلى قضية نصرة للأخ المسلم، لا قضية إجتهادٍ نظريّ على الورق. ومن هنا فإن الحُكم الشَرعيّ لم يعد حكماً إجتهاديّاً يتعلق بالإنتخابات من عدمها، بل هو مناطٌ مختلفٌ تماماً، يتعلق بالنصرة لهؤلاء الذين يُضربون ويُسحلون، والمتخاذلون أرباب الإنتخابات متفرجون شاجبون، حتى وإن أخطأ المعتصمون في إعتصامهم، وهو ما دعا أمثال الشيخ حازم أبو اسماعيل، وحسن أبو الأشبال وفوزى السعيد أن يعودوا للميدان، بعد أن كانوا قد نزلوا على رأي المتخاذلين، لكونهم من ذوي القوة والعدد. واجب النصرة واجبٌ حالٌ قائمٌ مدعومٌ بالنصّ، أما إجراء الإنتخابات فهو وسيلة في الآجل، وإن كان قريباً، يختلف على نتائجه الناس. الصبر على مقتل الناس أولى، أم الصبر لخوض الإنتخابات، أيهما أحق بالتفاعل والحراك الفوري؟ نبؤوني بعلمٍ يا مشايخ العلم ونحارير الإفتاء.
ثالثاً: أن الوعود والعهود التي يقطعها التسعة عشر هي سلعةٌ بائرة وبضاعة مزجاة وعملة مزيفة، لكن الإخوان وغيرهم يتجاهلون هذا، ويكررون نفس التكتيكات الخائبة مرة تلو الأخرى، وما لقاءُهم بعمر سليمان ببعيد. وما تَخلّفهم عن ثَورة 25 يناير ببعيد. يخرج علينا أمس محمد مرسى ليقول أنّ اتفاقه مع عنان أن تتوقف المَجازر، وأن يُحاكم المُعتَدين!! يا قوم، والله كدتُ أفقد العقل من هذا الخَبَال الطفوليّ! أَحوكِم من قتل ألف شهيدٍ منذ عشرة أشهرٍ بعد، حتى يحاكم من قتل وفقأ أعين الناس بالأمس؟ هل استطاعت النيابة العامة، التي يرأسها عميل العسكر ورجل مبارك، النائب العام، أن تدخل لمعاينة مكان القنابل الغازية؟ ثم أي معاينة يا مهابيل القوم؟ ألا ترون بأمّ أعينكم ما يحدث؟ إن ما يقوله محمد مرسى، الذي وقع على وثيقة عنان من قبل ثم انسحب منها مخذولاً، لا يخرج عن أحد تفسيرين، دعاية انتخابية ليقال إن الإخوان لم يدخلوا الجحور بالتمام، أو أن يكون قد فقد عقله وبصره وبصيرته بالكلية. أمثل هذا يتخذ الشباب قائداً؟
يا شباب الإسلام، لقد سئمت من التبرير والتأويل والشرح. فلا عَليكم من هؤلاء المُخذلين النَاكِصين عن ركب الجهاد في سبيل الحق، وسبيل تطبيق الشريعة. إن القتال الدائر اليوم، هو قتالٌ بين من يريد تطبيق الشريعة، من الإسلاميين المعتصمين، ولا علينا من غيرهم، وبين من يريد تنحيتها، بل وسحق الشعب بأكمله. فأي الفريقين أحق بالإتباع إن كنتم صادقين.
يا شباب الإسلام، لا تبرحوا الميدان، ولا تتنازلوا وتنحسروا عن مواقعكم، واعلموا أن دم الشهيد منكم في عنق كفرة العسكر، ثم على ظهر الذين خذلوكم، وتركوا واجباً عينياً حالاً بنصرتكم.
يا شباب الإسلام، لا أقول أن إجتهاد المقاومة المسلحة هو أصح اجتهادٍ، إلا إنه مطروح لوقت الحاجة، ومتروك لقادتكم الميدانيين من مشايخ العزة والفهم لتقدير المطلوب والمقدور.
نصركم الله، فهذه هي الأيام، هذه هي الساعات، هذه هي الدقائق، التي سيعلو بها الإسلام إن شاء الله فوق عنان والطنطاوى والسلميّ والجمل والسيد البدوى والبرادعي، وأمثال هؤلاء.
انبذوا مشايخ الفضائيات، سيروا وراء مشايخ الميادين والوقعات، فأولئك باحثون عن الثروة والشهرة، سائرون في ركب الحاكم الطاغوتي، أمس واليوم.
اللهم انصر هذه العصبة، من أتباع مشايخ الميدان، وثبتهم وانصرهم على القوم الكافرين. | |
|