د. طارق عبد الحليم
عدد المساهمات : 197 تاريخ التسجيل : 31/08/2011
| موضوع: أسقطوا النظام أولاً .. في جمعة الفرصة الأخيرة الخميس نوفمبر 24, 2011 6:07 am | |
| د. طارق عبد الحليم
الحمد لله والصّلاة والسّلام على رَسول الله صلى الله عليه وسلم
لعل الجمعة القادمة، بعد يومٍ وسويعاتٍ، هي الفرصة الأخيرة التي يمكن أن تنفرِج فيها الأمور، وأن يتم فيها إسقاط المجلس العسكريّ، وإزالة نظام مبارك حقيقة لا وهماً. وهو، كما أعتقد، الأمل المُشترك بين كافة التيارات الإسلامية، ما صَحّ نظره منها، وما بَطُُل نظره.
ليكن واضحاً أن اللوم والحَسرة التي تحدّثت بها، بشدّة وحِدّة، عن أولئك الشيوخ والقادة الذين خَرجوا عن الطَريق الذي اتّخذه مَشايخ الميدان البواسل، وامتنعوا عن النصرة الواجبة، هذا اللوم وهذه الحسرة مصدرها أن الحق والله أوضح ما يكون، وأن الباطل أظهر ما يكون. وهذه الفترة التي تمر بها مصر، لا تحتمل تباطئا وتراجعاً، بل يجب فيها جمع الصف، وتوحيد الكلمة. وإن القلب ليتفطر، كيف يريد هؤلاء أن يقيموا صرحهم تحت ظل نظام مبارك، المتمثل في الطنطاوى وعنان، بلا خلاف؟
إن القول بأن العسكر افتعلوا هذه الأحداث عَمداً لتأجيل الإنتخابات، لا دليل عليه عقلاً ولا واقعاً. نسأل بالله عليكم، ماذا جَنَت العسكر في هذه الأحداث، إلا ملايين تلعنهم على القتلى والجرحى، وإلا مظاهراتٍ عارمة لا يمكن السيطرة عليها، كما نرى؟ إنما هذا قول من لا يضع نصب عينيه إلا الإنتخابات، فيوقعه هذا الهيام بها، أن يظن أن كل الأحداث موجهة للإضرار بها. ثم إن قال قائلٌ، هاهم يهددوا بإلغاء الإنتخابات بالفعل كما في تصريح العيسوى، قلنا، ومن يهتم بهذا؟ ثم أيمكن واقعاً وحالاً أن تتم أي انتخابات في ظلّ هذه الأوضاع؟ أليس من الأفضل أن يسقط النظام أولاً، ثم أن تتم الإنتخابات ثانياً. إن هذا التصريح ليس إلا فزّاعة للإخوان ومن هم على دربهم ممن لا يضعون أي إعتبار لأيّ شئ إلا لإجراء الإنتخابات، ولو كانت على يد أنصار مبارك، وبقوانين مبارك، وفي ظل نظام مبارك، فيتركوا الجمعة القادمة!!!
إنّ هؤلاء المُهتمين بالإنتخابات، الزاعمين أن هذه الأحداث جاءت لوقف تقدم الإسلاميين، عليه أن يبرر سبب نزول هذه الجماعات الليبرالية إلى الشوارع إلى اليوم، وعلى رأسهم تجمعات إئتلافات شباب الثورة؟
ثم أن إن هذا الزعم لا يأتي إلا إن كان أصحابه لا يشاركوننا الرأي أن النظام السابق لم يسقط. بل هم يعتقدون أن النظام السابق قد سقط، وأننا نعيش في مرحلة يمكن أن تُفرز نظاماً حراً، ولو شبه إسلاميّ. ألا إن النظام لم يسقط، بل قد كَشّر عن أنيابه، بعد أن ظهر أن من المصريين من لن يُخدع ويرضى بالخدعة.
يقولون أن البرلمان سيفرز ممثلين للشعب يمكن أن يتحدثوا باسمه، فسبحان الله، ألا يكفى كلّ هؤلاء المتظاهرين في الشوارع ممثلة لما يريده الشعب؟ أيمكن أن يفرض مائتي عضو، جالسين في كراسيّ في قاعة، أن يفرضوا الرأي على العسكر، ما لا تفرضه عليه هذه الملايين من البشر؟ لهذا يكاد يفقد المرء صوابه ويضيع منه حلمه وصبره، حين يسمع هذا الحديث وهذه التَعِلات .. حسبنا الله ونعم الوكيل.
إن العسكر قد ظهرت نواياه في إتمام ما بدأه من توجيه النظام الجديد لعلمانية مقيدة بالجيش. وهم يقترحون تولية حسام عيسى، أو من هم من أمثاله، ليستمر الفصل الثاني من المسلسل، بوثائق جديدة، لضمانات ديكتاتورية الجيش، وعلمانية الدستور.
ألا ينظر هؤلاء إلى تكتيك العسكر، الذين يريدون ويستميتون لفرض مناخ يضمن سيطرتهم قبل أية انتخابات، كما رأينا في استعجالهم بإصدار وثيقة السلميّ، إذ يعلمون أنّ ما على أرض الواقع يفرض نفسه فوق ما هو على الطاولة بلا خلاف. فلماذا لا نعمل نحن على تهيئة المناخ لنظام إسلاميّ حرّ أولاً، قبل أن نتحدث عن الإنتخابات؟ وإن تأجّلت شهراً وشهوراً. أيجعلنا التسرع والرغبة في الجلوس على الكراسي، حتى وإن ظننا أنها طريقٌ إلى إسقاط النظام، وهو ما لم يحدث في أية دولة ديكتاتورية عسكرية من قبل، أيكون هذا التسَرع أفضل من إرساء نظامٍ حرٍ مدنيّ أولاً، ثم إجراء الإنتخابات وإقامة البرلمانات؟
اليوم، وقد بقيت سُويعات على يوم الجمعة، أتوجه إلى هؤلاء المشايخ والقادة، رغم انعدام إيماني بتفهمهم لما يجرى على أرض الواقع، أن يلحقوا بالركب في يوم الجمعة، وأن يطلقوا سراح بقية من حبسوا عن النصرة من شباب المسلمين، ليتم إسقاط النظام حقيقة، ويتم تشكيل مجلس مدنيّ، وإداراتٍ وطنية للداخلية والإعلام، كما طلب الشيخ المجاهد حازم أبو اسماعيل، لتتحكم في مفاصل القوة في البلاد. ثم نتحدث عن الإنتخابات والبرلمانات.
ثم يا شباب الإسلام، تحت اسم أي جماعة تعملون، ولأي تجمعٍ تَنتمون، إن تَعلل المَشايخ والرؤوس بأي عِلّة للتَخَلف عن جُمعة الفرصة الأخيرة، وأنا على يقينٍ أنّ هناك عدد كبير منكم قد خرج لمناصرة إخوته رغم موقف قياداته، وهو الأمل فيكم، إذ إنكم موقوفون أمام ربكم "وَكُلُّهُمْ ءَاتِيهِ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ فَرْدًا" مريم 95 | |
|