بقلم: د. طارق عبد الحليم
السبت 06 أكتوبر 2012
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
صَدّعتنا التيارات الإسلامية الديموقراطية (الأصلية والمُبَدِّلة)، بالبُشْرَيات التي تحملها ولاية محمد مرسى لمنصب الرئيس للمسلمين، وطار الإخوان فرحاً كأنهم قد ضمنوا جنة الخلد بهذا التشريف الدنيويّ، واتخذت بعض جماعات إسلامية ذلك التنصيب ذريعة أن تتعاون مع أعتى فرقة بدعية ظهرت على أرض مصر في عصرنا الحديث ووصل منتموها إلى كرسي الحكم، بحجة أن هناك ألغامٌ مرصودة لهم في الطريق! ولا ندرى أيّ طريق هو الذي يسيرون فيه، إذ هو ملغومٌ أصلاً بالتحريف والالتواء بدين الله والبعد عن منهج الحق، لا بألغام غير هذا فيما نعلم!
ويبنى هؤلاء الديموقراطيون ظنهم في "العهد الجديد" على أمور أقل ما يقال فيها إنها ظاهرية لا تمسّ جوهراً ولا تبدّل ثابتاً. فهشام قنديل، رئيس الوزراء ملتحٍ، ما شاء الله، وعدد من الوزراء ينتمون للإخوان، ما شاء الله، ومحمد مرسى ملتح حافظٍ للقرآن، ما شاء الله، وحرمه محجبة مصونة، ما شاء الله، وابنه ملتح يصلى ويحافظ على شعائر دينه، ما شاء الله.
وفي الجهة المقابلة، يطالب العلمانيون والليبراليون الملاحدة بأن يقدم مرسى كشف حساب المائة يومٍ ليبينوا فشله في الإصلاح، إصلاح ما أفسده حكم العسكر على مدى ستين عاماً.
ولم ينصف هؤلاء ولا أولئك فيما ظنوا أو قالوا أو طلبوا. فبينما لا يمكن عقلاً أن يُصلح أحدٌ خراباً ممنهجاً واستلاباً لقوى الشعب وثروته وتدمير خلقه على مدى ستة عقود كاملة، في ثلاثة أشهر وعشراً! فإن ما اتخذه محمد مرسى من سياسات إلى اليوم، يُقيّم فقط لحساب قوى الظلام المضادة للإسلام ولدين الله.
ولن نعيد على حضراتكم ما قال محمد مرسى عن تصوره لشرع الله من قبل، ولا ما قاله عريان الإخوان ومرشدهم عن ذلك الأمر، فهو موجود مسجّلٌ على هذا الموقع وغيره. لكن سنقدم كشف حسابٍ إسلاميّ لهذا الرئيس الذي اختار لنفسه أن يقف بين يديّ الله حاملاً تلك الأوزار على كتفيه، لصالح المرشد والعريان، وجماعة الإخوان.
- حملة سيناء على المجاهدين لصالح اليهود وأمن الكيان الصهيونيّ.
- حملات أمن الدولة على بيوت الإخوة المسلمين، تماما كالعهد السابق.
- تكريم "الإبداع الفنى" والفنانين، من العاهرات والداعرين.
- إضافة كلمات من كتب اليهود والنصارى لمناهج أبناء المسلمين، وتبديل حديث رسول الله صلى الله عليه سلم، وهي كارثة حقيقية، ترتكب في حقّ أطفال المسلمين.
- العمل على أن تبقى المادة الثانية الشركية الكاريكاتيرية في الدستور كما هي، لا تسمن ولا تغنى من جوع.
- إطلاق سراح المجرم القاتل حسن عبد الرحمن، مدير مباحث أمن الدولة.
- زيادة التعاون مع الكيان الصهيوني في المجال الإقتصادي
- عدم التحرك ضد من سبّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بشكلٍ جادٍ يليق بمن يدّعى حبّ الله ورسوله
- القروض الربوية التي لا داع لها إنْ صدقت النية مع الله.
- عدم التحرك لنصرة الأخوات العائدات إلى الله، المختطفات من قبل الكنيسة الصليبية.
عشرة بنود من عشراتٍ مثلها، لا يعلمها إلا الله، من علاقات مع الصهاينة والصليبيين، وكأنّ تلك اللغة الملتوية التي كان عبد الناصر اللعين يستخدم أشدّ منها مع الأمريكان، وهو ربيبهم، تعكس قوة لمرسى. هذه البنود كلها في ميزانك يا مرسى، تجيب عنها أمام الله، حصيلة مائة يوم من أيام حكمك، فما بالك بمائة شهر!
هل هذا ما تفخر به الإخوان ومن وقف بصَفّهم وتعاون معهم؟ يقولون: هذه سياسة! ويقولون نحن الأضعف والأحوج! ويقولون أرض الإخوان مفخخة! فهل يبرّر هذا أن نضع الصليب، رمز الكفر والشرك على كتب أبناء المسلمين، يحتفظون بها ليل نهار، بينما يَسبّ الصليبيون نبينا صلى الله عليه وسلم في بلادهم، في الوقت الذي يجرّمون ويسجنون فيه من ينكر وقوع مذبحة اليهود المختلقة؟ هل يُبرر هذا ترك نساء المسلمات في أيدى خاطفيهم من الصليبيين على أرض البلاد التي يزعمون أنهم يريدونها إسلامية؟ هل من الديموقراطية التي يؤمن بها الإخوان أنْ تفرض الأقلية شروطها على الأغلبية، سواءً في اللجنة التأسيسية، أو في حكومة قنديل ووزير تعليمه؟
يقولون طبعت هذه الكتب في عهد الوزارة السابقة! فهلا خَرَجَ الوزير يُفصح للأغلبية المُسلمة أنّ هذا خطأ وأنه لم يعد وقت لإعادة الطباعة من جديد؟ هلا خرجت تعليماتٌ بحذف الأبواب التي تعرض غثاء الكتب المحرفة جنباً إلى جنب مع القرآن، والتي تبدل كلمات رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ أيحتاج هذا وقتاً يا من يعتذر لهذه الحكومة؟
هذا هو كشف حسابك يا مرسى، ثم يبقى حسابك في الدنيا مع المسلمين حين تقوم ثورتهم، ثم يوم تقوم من قبرك لتلاقى الله بما أقررت في ولايتك.
نحن نتمنى أن يستقيم طريق الإخوان، ونتمنى أن يكنوا يداً تنشر الإسلام، لا أن يكونوا يد الإستسلام. فساعتها سنكون كلنا جنوداً مخلصين نعمل جنباً الى جنبٍ لإعلاء كلمة الدين، لكن التمنى أمرٌ والواقع أمرٌ آخر.