• - الأصل الثالث : موقفهم سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم
حصرت الاثني عشرية العمل بالسنة بما ينقل عن عض أهل البيت من روايات، وبسبب ذلك فقد حُرمت من مصدر عظيم من مصادر العلم والهدى
، وهو: السنة الصحيحة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم التي رواها الصحابة رضي لله عنهم. يقول محمد حسين آلكاشف الغطا - أحد مراجع الشيعة في هذا العصر - في قرير مذهب الشيعة في ذلك: "إن الشيعة لا يعتبرون من السنة (أي الأحاديث لنبوية) إلا ما صح لهم من طرق أهل البيت ، أما ما يرويه مثل أبي هريرة، وسمرة بن
جندب، وعمرو بن العاص ونظائرهم فليس لهم عند الإمامية مقدار بعوضة" (أصل لشيعة وأصولها 79). إن قوله أن الشيعة لا يقبلون من الروايات إلا "ما صح لهم
من طرق أهل البيت"، فيه شيء من التمويه والخداع، ويوهم أن المقصود بالسنة" هو أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم فقط، لكن الحقيقة خلاف ذلك
، فهم يرون أن قول الأئمة أو الواحد منهم كقول الله تعالى ويرون الإمام كالرسول لا نطق عن الهوى ، ولذلك يندر وجود أحاديث للنبي صلى الله عليه وسلم في مدوناتهم ؛
لأنهم اكتفوا بما جاء عن أئمتهم. الاثني عشرية ا تقبل روايات السنة إلا من طريق لأئمة الاثني شر، لكن الذي أدرك الرسول صلى الله عليه وسلم منهم وهو مميز ، هو علي فقط رضي لله عنه! فهل يستطيع عليٌّ رضي الله عنه أن ينقل سنة النبي صلى الله عليه وسلم لها للأجيال، رغم أنه لم يكن يلازمه في كل الأحيان؟ فقد كان النبي صلى الله عليه سلم يسافر ويستخلفه في بعض الأحيان، كما في غزوة تبوك، كما كان علي رضي الله عنه يسافر رسول الله في المدينة، حيث أرسله النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن.إضافة إلى ال الرسول صلى الله عليه وسلم في بيته والتي يختص بنقلها زوجاته أمهات المؤمنين ن هذا من أسرار وحِكَم تعددهن رضي الله عنهن. فعليٌ والحال هذه لا يمكنه أن يستقل نقل سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فكيف يزعمون بأنهم لا يقبلون من السنة لنبوية إلا ما جاء عن طريقه؟! إن سبب رد روايات الصحابة رضي الله عنهم يعود إلى عم الاثني عشرية أن الصحابة خرجوا من دين الإسلام، ولا يستثنون من ذلك إلا عددا ا يساوي أصابع اليد - كما مر معنا- ولم يشفع للصحابة عند هؤلاء ثناء الله ورسوله ليهم، ولا صحبتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا جهادهم في سبيل الله، تضحياتهم، وسابقتهم، وبذلهم الأرواح والمهج، ومفارقتهم للأهل والوطن، ونشرهم لإسلام في أصقاع الأرض.ومن المفارقات العجيبة أنهم يحكمون على من زعم أنه رأى
المنتظر بالعدالة والصدق ، كما قال الممقاني وهو من الشيعة المعاصرين
"تشرُّفُ الرجل برؤية الحجة - عجل الله فرجه وجعلنا من كل مكروه فداه - بعدغيبته فنستشهد بذلك على كونه في مرتبة أعلى من مرتبة العدالة ضرورة". (تنقيح لمقال 1/211). فمجرد رؤية المنتظر دليل على العدالة ، أما صحبة النبي صلى الله ليه وسلم التي اختص الله بها الصحابة رضي الله عنهم وشرفهم بمرافقته والقتال بين
يديه وبذل المهج والأرواح والدماء والأبناء رخيصة فداه، فلا تكفي عند الشيعة لشهادة بالعدالة!. أليس رسول الله أعظم من منتظر موهوم مشكوك في وجوده عند بعض
شيعة عصره؟ وتذهب الشيعة إلى أن قول الإمام هو كقول الله ورسوله صلى الله عليه سلم وأن السنة هي: كل ما يصدر عن لمعصوم من قولٍ أو فعلٍ أو تقريرٍ"(الأصول
العامة للفقه المقارن لمحمد تقي الحكيم 22). ويقصدون بالمعصوم هنا ليس النبي صلى الله عليه سلم فقط ، بل الأئمة الاثني عشر المعصومين
لأنهم هم المنصوبون من الله تعالى على سان النبي صلى الله عليه وسلم لتبليغ الأحكام الواقعية، فلا يحكمون إلا عن لأحكام الواقعية عند الله تعالى كما هي. يقول
أحدهم (عبد الله فياض في تاريخ الإمامية 140): "إن الاعتقاد بعصمة الأئمة جعل الأحاديث التي تصدر عنهم صحيحة ون أن يشترطوا إيصال سندها إلى النبي صلى الله عليه وسلم كما هو الحال عند أه السنة"، وما ذاك إلا لأنهم يرون أن لإمامة استمرار للنبوة كما بين محمد رضا المظفر (في كتاب عقائد الإمامية 166 ). أن الأئمة كالرسل "قولهم قول الله وأمرهم أمر الله وطاعتهم طاعة الله معصيتهم معصية الله وأنهم لم ينطقوا إلا عن الله تعالى وعن وحيه" كما ذكر بن بابويه القمي في كتاب الاعتقادات (106). ونقل صاحب الكافي قول أبي عبد الله
"حديثي حديث أبي، وحديث أبي حديث جدي، وحديث جدي حديث الحسين، وحديث الحسين ديث الحسن، وحديث الحسن حديث
أميرالمؤمنين، وحديث أمير المؤمنين حديث رسول الله لى الله عليه وسلم، وحديث رسول الله قول الله عز وجل" (كتاب وسائل الشيعة18/58). وذكر بعض شراح الكافي أن هذا القول يدل على "أن حديث كل واحد من لأئمة هو قول الله عز وجل، ولا اختلاف في أقوالهم كما لا اختلاف في قوله تعالى" . (المازندراني شرح جامع على الكافي 2/272). بل إن لمازندراني أبعد في الغلو حين قال : "يجوز لمن سمع حديثاً عن أبي عبد الله
رضي الله عنه أن يرويه عن أبيه أو عن أحد من أجداده، بل يجوز أن يقول: قال الله
تعالى" (المازندراني شرح جامع على الكافي 2/272).وبسبب هذه الرواية وأمثالها فُتح باب الاختلاق ووضع الروايات، وبات ينسب لبعض الأئمة ما لم يقولوه ، وبات من المقبول أن يروي بعض أحفاد علي أو الحسن أو الحسين روايات وينسبوها
ليهم بل يجوز عندهم أن ينسبوها إلى النبي صلى الله عليه وسلم أو إلى الله عز وجل وهذا في غاية الجرأة على الله عز وجل، فالسنة عند الشيعة ليست سنة النبي فحسب؛ ل سنة الأئمة، وأقوال هؤلاء الأئمة كأقوال الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وقد عترف محمد تقي الحكيم بذلك فقال: "وألحَقَ الشيعة الإمامية كل ما يصدر عن ئمتهم الاثني عشر من قول أو فعل أو تقرير بالسنة الشريفة"(سنة أهل البيت 9). كثر الكذب على الأئمة ، حتى قال جعفر الصادق- كما تروي كتب الشيعة-:
".. إن الناس أولعوا بالكذب علينا.." (بحارالأنوار2/246). كانت مصيبة عفر كما يقول المجلسي في بحار الأنوار (25/302-303) "أن اكتنفه قوم جهال
يدخلون عليه ويخرجون من عنده ويقولون: حدثنا جعفر بن محمد، ويحدثون بأحاديث كلها نكرات كذب موضوعة على جعفر ليستأكلوا الناس بذلك ويأخذوا منهم الدراهم.." والنص موجود أيضاً في رجال الكشي (208-209) ولذلك قال بعض أهل العلم: "لم يُكذب على أحد ما كُذب على جعفر الصادق مع براءته" (منهاج السنة 4/143). والإمامية تصر على جرح الصحابة وعدم تعديلهم رغم وجود هادات من أئمتهم على صدق الصحابة رضي الله عنهم وعدالتهم.ففي أصول الكافي (1/65)
وبحار الأنوار (2/228) "عن ابن حازم ال: قلت لأبي عبد الله.. فأخبرني عن أصحاب سول الله صلى لله عليه وسلم صدقوا على محمد صلى الله عليه
وسلم أم كذبوا؟ قال: بل صدقوا".
الأصل الرابع : علم الغيب وعقيدة البداء
الغيب هو ما قابَلَ لشَّهادة، أيْ ما يُغيب على الإنسان العِلْمُ به، ولا يعلمه إلا الله تعالى قال بحانه {وعِنْدَهُ مَفَاتِحَ الغَيْبَ لا يَعْلَمُهَا إلاّ هُوَ} وقوله تعالى قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي
نَفْعًا وَلا ضَرًّا إِلا مَا شَاءَ اللهُ وَلَوْ كُنْتُ َعْلَمُ الغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الخَيْرِ وَمَا مَسَّنِىَ السُّوءُ إِنْ َنَا إِلا نَذِير وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}.وصح في الحديث الذي رواهbلبخاري أنها خَمْس، وهي التي جاءت في قوله تعالى {إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ لسَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَام وَمَا تَدْرِي َفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّاللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}. لكن الشيعة يخالفون ما نطق به صريح القرآن وصحيح السنة زعموا أن
علم الأئمة غيبي مطلق.وأن الأئمة "يعلمون ما في السماوات وما في الأرض ويعلمون ما في الجنة النار ويعلمون ما كان وما يكون".(الكافي 1/204). زعموا
أن علمهم كامل منذلحظة ولادتهم. قال يعقوب لسراج : " دخلت على أبي عبد الله عليه السلام وهو واقف على رأس أبي الحسن وسى وهو في المهد ، فجعل يسارّه طويلاً
،فجلست حتى فرغ ، فقمت إليه فقال لي: دْنُ من مولاك فسلم. فدنوت فسلمت عليه فرد علي السلام بلسان فصيح ثم قال لي :اذهب غيّر اسم ابنتك التي سميتها أمس. فإنه اسم يبغضه الله. قال: وكانت ولدت لي ابنة ميتها بالحميراء.فقال أبو عبد الله عليه السلام: انته إلى أمره ترشد". (الكافي
1/247).
ويزعمون أن" الأئمة يعلمون ما كان وما يكون ولا يخفى عليهم شيء وهذا الفرق ينهم وبين الأنبياء الذين
يعلمون ما كان ولايعلمون ما يكون ". ومع أن علم لأئمة الغيبي مطلق ، إلا نهم ذهبوا إلى أن لله البداء. والبداء
لغة ، كما في القاموس المحيط (4/302) : إما
الظهور والانكشاف ، أو نشأة الرأي الجديد.والبداء بهذين المعنيين لا جوز نسبته إلى الله عز وجل لتضمنه معنى الجهل ، وهو في الأصل عقيدة يهودية ضالة، م انتقلت هذه العقيدة إلى فرقة السبأية وتبعتها الإمامية في هذا المعتقد. خلاصة هذا المعتقد : أن الله عالى قد يقدر أمراً من الأمور ثم يبدوا له أن يغيره بعد ذلك. وقد جعلت الرافضة ذا المعتقد من أصول مذهبها، ففي الكافي (1/146) عقد الكليني باباً أسماه البداء" ضمنه عدداً من الأحاديث المختلقة . من ذلك: حديث (ما عُبد الله شيء مثل البداء) وحديث ( ما بعث الله نبياً قط إلا بتحريم الخمر، وأن يقر لله البداء) وحديث (ولو علم الناس ما في القول بالبداء من الأجر ما فتروا عن الكلام يه). وهذا المعتقد يعني في حقيقة نسبته لجهل والنسيان إلى الله تعالى، فهو كفر بواح . ولعل سائل يسأل عن سبب قول الشيعة بعقيدة البداء واهتمامهم لبالغ بها؟. والجواب أن سبب ذلك هو زعمهم أن أئمتهم يعلمون الغيب ! حتى عقد صاحب تاب الكافي باباً يقول بأن الأئمة يعلمون ما كان وما يكون وأنه لا يخفى عليهم يء. فكان القول بالبداء هو المخرج إذا حدّث الأئمة بشيء ثم ثبت في الواقع خلافه ، فيحتجون بأن يقولوا (بدا لله في ذلك ) أي أن ما قاله الأئمة حق لكن الله نشأ له أي جديد
!؟تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً. زعموا على لسان علي رضيالله عنه
أنه قال " إن الإمام لا يخفى عليه كلام أحد من الناس ولا طير ولا هيمة ولا شيء فيه الروح، فمن لم يكن هذه الخصال فيه فليس هو بإمام". (الكافي
1/225). فاستساغوا أن يدعوا أن الأئمة يعلمون الغيب مطلقاً ، لكن لا يجوز عندهم أن وصف الله العلم
المطلق بل يجوز عليه البداء.