اعرف عدوك! بقلم عبدالله الأحوازيبداية كي لا نترك مجالا للطائفين وابواق الاحتلال ان يمارسوا علينا ارهابا فكريا, وان يتهمونا بالطائفية لاخفاء الحقائق! فأننا نؤكد على اننا سنناقش في هذا المقال الموقف الوطني فحسب من قوى واطراف الصراع في الساحة العربية, وعلى وجه التحديد القوى الدينية السياسية ذات النهج والتأثير الفاعل في مجريات الصراع ومستقبله, محتكمين فقط الى المعايير والضوابط الوطنية والقومية لا غير!
كما ونؤكد بداية موقفنا المبدئي الثابت والصريح, الرافض والمعادي للطائفية وللطائفين, باعتبارها العدو الداخلي الاخطر على شعبنا وقواه الوطنية المقاومة, والاداة الامضى في خدمة مشاريع الاحتلال الرامية الى تمزيق جبهة الشعب الداخلية وتفتيت قواه, وزجه في حروب اهلية على طريق اضعافه والسيطرة عليه وتحقيق اهدافها الاستعمارية. وفي هذا السياق فاننا ننطلق من تعريفنا للطائفية بانها الغاء واقصاء للطرف الاخر, ورفض وجوده او التعايش معه, والعمل على تهميشه والغائه وعدم الاعتراف بحقوقه لأسباب عقائدية او عرقية او اخرى .
وبناءا عليه فالطائفية من منطلق فهمنا ليست وجه نظر, ولا اجتهاد فكري, ولا هي موقف استثائي منعزل لفرد او مجموعة, ولكنها مفاهيم وقيم لها مفكرين ومنظرين ونهج ومنهج له قياداته ورموزه, وشرائحه وتكتلاته الاجتماعية, وادواته التفاعلية ومكوناته السياسية والتنظيمية والعسكرية (المليشيوية) والاعلامية.
من وجهة النظر الوطنية والقومية فاننا لا ننظر للقوى والتيارات الدينية السياسية من زاوية مفاهيمها العقائدية الروحية والايمانية, وانما من موقفها من القضايا والثوابت الوطنية ومن التحديات والمخاطر التي تواجه الامة وتهدد مصيرها ومستقبل وجودها.
ومهم جدا ان الفت انتباهكم الى ان مراجع هذا البحث ليست عناوين لكتب او مقالات او وثائق, وانما مقتطفات نصية منها تنقل مضمون هذا البحث اكثر من مقدمته. لذا فاني اتمنى عليكم قرائتها وعدم المرور العابر عليها في الجزء الثاني من هذا المقال.
والان نقطة بحثنا تتعلق بالموقف الوطني من الطائفية في العراق ولبنان على وجه التحديد.... هل حددت القوى الوطنية موقفها من الطائفية؟ هل اعلنت موقفها من الفكر الطائفي؟ هل حددت للامة من هم الطائفيون؟ هل عرفت للامة ماهية الفكرالطائفي وقواه على الساحة ومن هم رموزه وما هي ادواته ؟ ام انها اكتفت بالتعميم الانشائي والذي يكشف فقط عن عجزها وفشلها, وتركت الامة فريسة للطائفيين وللفكر والنهج الطائفي؟!
فعلى صعيد لبنان, ما زال البعض يطلق على مليشية حزب الله بـ "المقاومة الاسلامية"!... وهو ما بذلت ايران وحزب الله قصارى جهدهما والامكانيات المادية والاعلامية من اجل تروجيه ومحاولة تثبيته كحقيقة واساس غير قابل للنقاش او التشكيك في وعي الامة,على غرار المحرقة والملاين اليهود الستة ضحايا النازية المزعومين في الوعي الغربي والامريكي بصورة خاصة والعالم بصورة عامة!
وطبعا اي عنوان او شعار لا يعكس مضامينه ولا حقيقة منطلقاته واهدافه انما هو خداع للامة يهدف الى تضليلها والايقاع بها ليس الا!
في كتاب الميثاق الوطني الفلسطيني بين نهجي التحرير والتسويه (نزيه ابو نضال /عبدالهادي النشاش) عبارة تقول ما معناه ان تحديد الشعار امر غاية في الخطورة والاهمية, ويستوجب كل الحرص والدقة مثل اطلاق الرصاص على الهدف, فهو يتطلب تثبيت دقيقا للفرضة على الشعيرة والهدف عند التصويب, لانك ان لم تفعل هذا, فانك لا تخطئ اصابة الهدف فحسب, بل ويمكن ان تصنع كارثة وان تتسبب في قتل انسان!
تعالوا نتحقق من حزب الله هل هو لبناني؟ عربي؟ اسلامي؟... وهل هو مقاومة اسلامية؟لا بد من الانتباه بأن حزب الله تأسس في ايران, لا في لبنان ولا في اي بلد عربي, والذين اسسوه فرس! حزب الله حزب ايراني عقادئي شيعي اثنى عشري يؤمن بولاية الفقيه! اي ان مرجعيته الفكرية والسياسية المطلقة, والتنظيمية والمالية لنظام الحكم في ايران! ففي البيان التأسيسي للحزب والذي جاء بعنوان "من نحن و ما هي هويتنا؟ عرّف الحزب عن نفسه فقال: "...انّنا أبناء أمّة حزب الله التي نصر الله طليعتها في ايران, و أسست من جديد نواة دولة الاسلام المركزيّة في العالم نلتزم بأوامر قيادة واحدة حكيمة عادلة......تمثّل بالولي الفقيه الجامع للشرائط و تتجسد حاضرا بالامام المسدّد آية الله العظمى روح الله الموسوي الخميني دام ظلّه مفجّر ثورة المسلمين و باعث نهضتهم المجيدة".... و قد عبّر إبراهيم الأمين (قيادي في الحزب) عن هذا التوجّه عام 1987 فقال "نحن لا نقول إننا جزء من إيران؛ نحن إيران في لبنان، ولبنان في إيران" ( جريدة النهار5 \3 \1987م والتي أصبحت الجمهورية الإسلامية فيما بعد). وصرح حسن نصر بعد انتهاء العدوان والهجمة الصهيونية على لبنان في تموز 2006 بانه يهدي هذا "النصر" لا الى لبنان واللبنانين ولا الى العرب والامة العربية ولا للاسلام وللامة الاسلامية وانما الى روح الخميني!
فحزب الله ليس حزبا لبنانيا ولا عربيا من حيث المنطلقات والمبادئ والاهداف, انما هو حزب فارسي بامتياز. وكما ثبت فله تشكيلاته ليس في لبنان فحسب, بل في العراق والخليج ومصر ايضا!
ولمن لا يعلم, فالشيعة الاثنى عشرية الامامية الجعفرية واهل السنة والجماعة ليسوا على دين واحد بل على دينان مختلفان ومتناقضان ويلغي احدهما الاخر! ففي الاسلام فرق وفي وداخل كل فرقة هناك مذاهب, فاهل السنة والجماعة هم فرقة اسلامية وفيها مذاهبها الاربعة حصريا! والشيعية هم ايضا فرقة اسلامية ولها مذاهبها, والتي الاثنى عشرية الجعفرية احدها والاسماعلية والزيدية والنصيرية العلوية والدروز وغيرهم! وهكذا هو حال بقية الفرق الاسلامية مثل الخوارج والمعتزلة والصوفية وغيرها.
وما جعل فرقة اهل السنة والجماعة على دين مختلف عن دين الفرقة الشيعية, هو ما يجعل اي دينين مختلفين عن بعضهما, وهو الاختلاف في اصول الدين وفي مصادر التشريع وفي الفروع!
وعليه فعلى المفكرين والسياسين العرب ان يتوخوا الدقة والحذرفي تحليلاتهم عند تعاملهم مع القوى والتيارت الدينية السياسية الاسلامية, وتحليل مواقفها او اتخاذ موقف بشأنها. ومن لا يعرف فخيرا له ان لا يهرف ..فهذا اجدى للأمة وائمن لمستقبلها!
وبناءا على ما تقدم فأن حزب الله ليس بحزب اسلامي, لأن الحزب الاسلامي هو الحزب الذي ينطلق من منطلقات ومفاهيم واهداف اسلامية مشتركة, تجتمع عليها جميع الفرق والتيارات الاسلامية, رغم الفوارق التي بينها واحتفاضها بخصوصياتها الفقهية اوالمذهبية. وحزب الله ليس كذلك فكيف, ولما, ولاي هدف يطلق بعض "المثقفون" الوطنيون والقوميون على حزب الله بـ "المقاومة الاسلامية"؟..ولمصلحة من؟
ولمصلحة من اخفائهم حقيقة حزب الله بانه اسلامي شيعي اثنا عشري يؤمن بولاية الفقيه, وتكفرعقيدته جميع الفرق الاسلامية الاخرى والقوى الوطنية, وتستبيح دمائها وحرماتها وتبيح التحالف مع قوات الاحتلال ضدها!؟!
حسن نصر وحزب الله في لبنان هو الرديف لمقتدى الصدر وجيش المهدي في العراق! نفس العقيدة والمنطلقات والنهج ,نفس المرجعية الفكرية والاهداف, وبفارق نوعية المستوى الحضاري والخلقي ما بين اتباع الحزبين! لذا فانك تجد التنسيق العسكري والامني, والعمل الميداني المشترك بين الحزبين في اعلى مستوياته! فعناصر جيش المهدي يتلقون تدريباتهم العسكرية في معسكرات حزب الله في لبنان وسوريا, والكادر العسكري والامني وخبراء المتفجرات من حزب الله يشرفون على اعداد وتجهيز اتباع جيش المهدي في العراق, والاشراف على العمليات العسكرية التي يقومون بها والخاصة منها على وجه التحديد, الى درجة ان قوات الاحتلال الامريكية القت القبض على عددا منهم خلال قيامهم بنشاطاتهم الميدانية المشتركة, ونقلتها جميع وسائل الاعلام!
وللأمانة ايضا فانه لا يوجد اي حزب اسلامي بالمفهوم المذكور اعلاه لا حزب الله ولا غيره! ولكن حزب الله يسعى لتقديم نفسه على انه حزب "اسلامي"! وانه مقاومه "اسلامية" اي جهادية! وهذا ادعاء باطل ومناقض للحقيقة!
فحزب الله حزب راديكالي لا تختلف عقيدته مع عقيدة 92.5 % من العالم الاسلامي فحسب, بل تناقضها وتتعبد الله في محاربتها وتستبيح وتحلل دمائها وحرماتها!
كما ان الادعاء بان حزب الله هو "مقاومة "اسلامية" ادعاء زائف وغير صحيح البتة! نعم حزب الله يمثل مقاومة ولكنها مقاومة شيعية في بعدها العقائدي حصريا, وفارسية في بعدها القومي تحديدا, وليس لها اي علاقة بالمقاومة الاسلامية او الوطنية العربية لا من قريب ولا من بعيد! وكما هو معروف فأن عقيدة حزب الله الشيعية الاثنى عشرية الغت الجهاد حتى ظهور صاحب الزمان! وعليه فحسب دينهم وعقيدتهم لا فريضة جهاد ولا مقاومة اسلامية حتى ظهور المهدي!
واما العمل المسلح والمليشيوي والذي يفاخرون به في جنوب لبنان, فهو تثبيت للوجود وتعزيز لعوامل القوة وفرض المصالح وتحصين لادوات ومتطلبات المشروع الفارسي في المنطقة ليس الا!
وكما يعلم الجميع فان ادعاء حزب الله تحريره لجنوب لبنان.. هي اكذوبة وانتصار وهمي! على غرار اكذوبة تحرير اسراه الخمسة والتي اقدم عليها الكيان الصهيوني دون مقابل! اللهم الا ليكرس ويجذر دور ووجود حزب الله الفارسي في المنطقة, بعد رفضه وامتعاض جميع طوائف الشعب اللبناني منه بسبب الدمار والاذى الذي الحقه بهم, والحرب التي اجبرهم على تحمل اعبائها لصالح طائفيته والمشروع الفارسي في لبنان! وللمفارقة ففي الوقت الذي اطلق فيه الكيان الصهيوني صراح خمسة من مقاتلي حزب الله بلا مقابل! بما سمي حينها بتبادل اسرى, رغم انه لم يكن هناك ولا اسير صهيوني لدى حزب الله! اطلق المجاهدين في شمال العراق 140 اسيرا من سجن بادوش الكردي الصهيوني قرب الموصل, و1500 مجاهد من سجن قندهار في افغانستان بقوة السلاح!
وكذلك ما روج له بأنه انتصار لحزب الله في العدوان الصهيوني على لبنان تموز 2006, فحزب الله اعلن انه ضرب الكيان الصهيوني خمسة الاف صاروخ, ولكننا لم نرى دمارا لا في المنشأت المدنية ولا الاقتصادية ولا الحيوية داخل الكيان الصهيوني ولا اثرا لها!..ولم نرى بنايات وبيوت مهدمة ولا اشلاء متناثرة رغم وجود جميع الفضائيات العربية والعالمية هناك ونقلها المباشر! بل سمعنا الكيان الصهيوني يثنى على حزب الله لعدم ضربة المنشات الاقتصادية الحيوية في الكيان! وايضا سمعنا حسن نصر يصرح بانه لو علم بان ردة فعل الكيان الصهيوني ستكون بهذا العنف لما اقدم على اختطاف الجندين وسمعناه ايضا يصرح بان هذه هي اخر الحروب مع الكيان الصهيوني! وقد اثبت هذا في حرب غزة والتزامه وتمسكه به, الى درجة ان برئه شمعون بيرز من قصف الكيان الصهيوني بالصواريخ اثناء الحرب, قبل ان ينفي حسن نصر وحزبة عن نفسه ذالك!
اننا نقف مع لبنان وندعم كل تصدي ومقاومة للعدوان الصهيوني او غيره عليه, ولكن هذا لا يعني ان ندعم حزب الله او نجير حالة المواجهة العسكرية الاستثائية الطارئة التي وقعت في تموز 2006 بينه وبين الكيان الصهيوني لحسابات بينهم, لصالح حزب الله ومشروعه الفارسي!
كما نرجوا الانتباه بأن حزب الله لم يطلب ولم يسمح لاي من القوى الوطنية اوالقومية اوالجهادية الاسلامية ان تساهم في التصدي للعدوان الصهيوني على لبنان!!!... ولم يسمح لها ان تعبر الجنوب اللبناني لمقاتلة العدو يوما, منذ احكم سيطرته على الجنوب عام 1984
لانه لا يريد ان تفتح جبهة وطنية جهادية مقاومة تحريرية مع العدو, ولا ان تجير المواجهة العسكرية التي خاضها في تموز 2006 الا لصالح مشروعه الفارسي فقط.
-- يتبع
4shared.com 4shared.com/file/258432224/c1fb4a2d/__online.html