د. طارق عبد الحليم
عدد المساهمات : 197 تاريخ التسجيل : 31/08/2011
| موضوع: مليونية 21 يونيو الإثنين يونيو 24, 2013 10:10 pm | |
| بقلم: د. طارق عبد الحليم الأحد 23 يونية 2013 الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
شاهدنا، وشاهد الكلّ ذلك الجمع المهيب الكبير الذي اجتمع في يوم 21 يونيو، استجابة لدعوة الإخوان، ومن هم على سبيلهم، في مليونية أسموها "لا للعنف". وقد فرحنا وفرح المسلمون من أصحاب العقول، من هذا الجمع الذي أثبت أنه لا يزال في مصر خير كثير. ومهما اختلفنا مع تلك الإتجاهات التي دعت إلى هذا الجمع، إلا إننا لا يسعنا إلا أن نساير الفطرة البشرية التي أظهرها الله سبحانه، حتي حين القتال بين أهل كتاب وملاحدة في سورة الروم، فعبّر عن فرحة المؤمنين "بنصر الله".
لكن مع هذا الإحساس بالراحة والطمأنينة النسبية، يجب أن نوجه النظر إلى تلك الأخطاء، بل الآثام التي صاحبت تلك التظاهرة، والتي نبعت كلها من انحراف الإخوان، أصحاب الدعوة، عن المنهج السنيّ الصحيح بداية، ثم ما تبع ذلك من تضليل للعامة، والتواء بالمفاهيم، وبعدٍ عن الشرع والشريعة، لصالح "الشرعية الديموقراطية".
بداية، فإن اسم "لا للعنف" وصمة في جبين الداعين اليها. سبحان الله العظيم، يخرج الصليبيون من البلاك بلوك فيعلنون صراحة عن عزمهم على اقتحام المَقار، وحرق الديار، وحرق المساجد، بل يعتدون والبلطجية على الملتحين والمحجبات من نساء المسلمين في القيوم وطنطا والمحلة، ثم يأتي هؤلاء الجبناء فيصرحون بلا للعنف! ألم يكن أجدر بشعار المليونية أن يكون "العين بالعين"، أو "من اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم"؟ أليست تلك آيات الله التي تركها الإخوان وراءهم ظهريا؟ ألم يكن أولى أن تكون مليونية "نصرة الشريعة" مثلاً أو مطالبة مرسى بتطبيقها؟ لكن ذلك هو دين الإخوان. التراجع والإنتكاس، والتمويه على الجماهير.
ثم إذا نظرنا إلى كلمات من تحدثوا، والتي وصفها بعض السذج بأنها نارية، ككلمة البلتاجي، يجدها كلها اعتذار وترجى مستتر للصليبيين أن لا يخرجوا، وأنهم إخواننا في الوطن، وأننا سنخرج لنحمى أماكن شِرْكِهم (كنائسهم)! عجيب أمرك يا بلتاجى! ألا تستحى وتشدّ ظهرك قليلاً وتقف موقف الرجال مرة واحدة؟ أهذه هي الشجاعة عند الإخوان؟ نعم، والله ذلك هو أقصى ما يرمي به رامِيَهم!
ثم محمد عبد المقصود، الذي لم يستح أن يقول نحن نحتكم للصناديق! أنسيت دينك يا رجل؟ أنسيت أن التحاكم للصناديق في ظل دستورٍ علمانيّ كفر بواح ليس فيه من الإسلام ذرة؟ أنسيت ما كنت تقول من قبل؟ أهو العمر قد تقدم بك فأنساك، أم السياسة لعبت برأسك فأنستك ربك وتوحيدك؟ اسألك وأمثالك من مشايخ الديموقراطية الشركية، هل كان منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجتمع "مواطني" المدينة، فيكون فيهم استفتاءً على تطبيق الشريعة، يقر رسول الله صلى الله عليه وسلم بنتيجته إن ظهر أن أكثريتهم يريدون شرعة الجاهلية؟ أبهذا تقول أنت وأحبابك من الإخوان، الذين كنت أعدى أعدائهم بالأمس؟
هكذا كانت كلمات كافة أقطاب الإخوان الذين تحدثوا في هذا الجمع المغرّر به. إلا ما كان من كلمة صفوت حجازى التي كانت فيها رائحة رجولة، وكلمة عاصم عبد الماجد، الذي يظهر أن قد ثارت في نفسه بقايا مما كان عليه من حقٍ قبل الإنتكاس الديموقراطيّ لجماعته.
لقد خرج هؤلاء القادة والمشايخ، نصرة لمحمد مرسى رئيسهم المُفخّم، ولم يخرجوا لنصرة دين الله وحده، والدعوة لتطبيق شريعته. فإن أول من يكرس العلمانية الديموقراطية في مصر هو محمد مرسى وجماعته، في رداءٍ إسلاميٍّ، وبخلفية "الله أكبر". كيف دينكم هذا؟ ما دينكم هذا؟
نقول لهؤلاء، إن نصرة دين الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، هي الأصل الذي يجب أن تجتمع عليه الناس وتحشد له الحشود، لا لنصرة رئيسٍ ولا حزبٍ ولا جماعة، خاصة إن كان الحزب أوالجماعة ممن يرضوْن بالدنيّة في دينهم، ويؤمنون بحكم الشعب للشعب، ويعلنونها صريحة أنهم يحتكمون للديموقراطية وللصناديق، لا لشرع لله وحده. هم يصرحون بهذا، أن لو جاءت الصناديق بملحدٍ صليبيّ لقبلوه إماماً لهم! أين الجهاد إذن يا أجبن خلق الله طراً؟
ليس هذا ديننا ولا شَرعنا، بل هذا دين الإخوان وشرْعيهم الديموقراطية.
لكن، نكرر مرة أخرى، أن الوقوف في وجه الصليبيين والعلمانيين الملاحدة في 30 يونيو هو حقٌ واجبٌ على كل مسلمٍ، إذ أمر هذا اليوم ليس مختصاً بمرسى، وإن انتفع به، إنما هو أمر فناء كلّ من يقول لا إله إلا الله، حتى ولو على مذهب مرسى والإخوان، ومحمد عبد المقصود.
إن الهجوم على المنقبات والملتحين والمساجد ومنع الصلوات ليس حرباً على الإخوان بل هو حربٌ على الإسلام، كما يزعم بعض فاقدي العقل والدين ممن يدعى الإسلامية، فيجب أنْ يخرج المسلمون لدفع الصائل الكافر المعتدى، يقتلون المفسدين في الأرض ويستبيحون أموالهم وأعراضهم ودماءهم، ولا تأخذهم في دين الله رأفة ولا رحمة.
قاتلوهم، فاقتُلوا واقتَلوا، موتوا مقبلين لا مدبرين، موتوا في ساحة قتال، ولا تموتوا في سجون البرادعيّ والصباحيّ وسائر كفار مصر.
اللهم هل بلغت .. اللهم فاشهد http://www.tariqabdelhaleem.com/new/Artical-67644 | |
|