د. طارق عبد الحليم
عدد المساهمات : 197 تاريخ التسجيل : 31/08/2011
| موضوع: الثورة الإسلامية .. في طريق النصر الأحد نوفمبر 20, 2011 1:50 pm | |
| د. طارق عبد الحليم
الحمد لله الحمد لله الحمد لله، والله أكبر الله أكبر الله أكبر
"وَمَكَرُوا۟ وَمَكَرَ ٱللَّهُ ۖ وَٱللَّهُ خَيْرُ ٱلْمَـٰكِرِينَ" الأعراف 54" ، "سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ ﴿182﴾ وَأُمْلِى لَهُمْ ۚ إِنَّ كَيْدِى مَتِينٌ" الأعراف 183
أخيراً بان الحق وظهر، وانتكس الباطل وانحسر. الحكم العسكري، صنيعة مبارك، مجلس التسعة عشر، أراد أن يوثّق تحكّمه في البلاد، وأن يملى إرادته الديكتاتورية العلمانية على العباد، ولم يعلم أن الباطل زهوقٌ، وأن في مصر أبطال مغاوير، لا يثنيهم التهديد والوعيد، ولا القنابل والآليات عن حفظ كرامتهم، والوقوف في وجه المؤامرة المكشوفة المفضوحة لهؤلاء الخونة العملاء.
والله، لا ينخذل رجلٌ اليوم عن المشاركة الفاعلة إلا لبسه عار الدنيا والآخرة، أقولها على علمٍ بشرع الله وبسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأتحمل نتائجها أمام الله سبحانه.
هؤلاء المتخلفون المتخاذلون، الذين لبسوا فساتين النساء، وتخفوا وراء جدران البيوت ممن يُنسبون زوراً للسلفية، هم والله أقل من أن يقاسوا بالنساء، فإن من نساء الأمة وفتياتها كثيرٌ ممن تحمل قلباً واعياً قوياً صامداً، لها عزة وكرامة وإباء، لا تقبل الظلم، ولا تنحنى أمام الطغيان، فبارك الله فيكن يا نِساء المُسلمين، يا مجاهدات يا صابرات.
والليلة، قد عرف العسكر من الذي يتوجهون اليه بالحديث، شيخ هذا الجمع، وقائده، الشيخ حازم أبو اسماعيل، فبادر إلى محاولة تهديده، بين وعدٍ ووعيد، إذ لا أشك أن هذا النداء إلىه من مجلس العسكر، ليس إلا رسالة شخصية له، أن أرجع عن مساندة الثورة، وإلا ...
وأظن، بل أوقن، أن الشيخ رجلٌ ذو عقل وحكمة ودين، لن يفعل إلا ما فيه مصلحة دين الله، وإزاحة الطغاة. وما نريده هو:
- أن يعلن المجلس العسكريّ عن جدول زمنيّ مُحدد لتسليم السلطة في أبريل القادم.
- أن يُعزل العيسوى على الفور.
- أن ينشأ مجلسُ مراقبةٍ لتسليم السلطة، ممن يختارهم الشيخ ابواسماعيل
- أن يُلغى قانون الطوارئ فوراً وبدون إبطاء
- أن تمحى وثيقة السلميّ أو أي وثيقة من خريطة العمل السياسيّ.
وانتم ثابتون صامدون في التحرير حتى تتحقق هذه المطالب.
إن هذه الألاعيب الحقيرة المكشوفة لا تنطلى إلا على أصحاب المصالح، أو السذج ممن بات الكلّ يعرفهم.
أبطال الإسلام في التحرير ينادون بتطبيق الشريعة، ومشايخ السوء من أدعياء السلفية، أرباب الخدور، يبطؤون عنهم، ويتقاعسون! اين إذن تطبيق الشريعة يا أنصاف الرجال؟ أيطبق الشريعة الطنطاوى في ميزانكم الخرب؟ أليس فيكم رجلٌ رشيد؟ أكُلكم على قلب إمرأةٍ واحدةٍ منكم؟ أهذا دينك يا عبد المقصود، أخزاك الله؟ لا والله لم يعد وقت لمجاملة، ولا مماحكة، بل هو وقت الزحف الحقيقيّ.
اين أنت يا عبد الرحمن البر الذي نادى في 2010 أن من لا ينتخب يكون فاراً من الزحف. أخزاك الله من مفتٍ مضلل..أليس اليوم يا إخوان العلمانية هو يوم الزحف الحقيقيّ؟ أخارت عزائمكم، واشترت أمريكا ضمائركم ودينكم بوعودها في مقابلاتكم مع ممثليها، والتي تظنون أنها مانعتكم من الله؟ أم أنتم لا تؤمنون بتطبيق الشريعة حقا، كما قال عُريانكم، أن تطبيق الشريعة التزامٌ أخلاقي، لا غير؟ والله لقد انكشف زيفكم، وظهرت عمالتكم، وما هو إلا أثر بن عطاء السكندرى على عُريانكم تجنوه تحقيراً وإذلالاً. ووالله لا يحل، إن لم تنزلوا إلى الميدان أن ينتخب الشعب ممثليكم، فأنتم لا تمثلون إلا أنفسكم .. أُشهد الله على هذا..
لست بحاجة أن أذكّر شباب الإسلام، أن هؤلاء قد غابوا عن الثورة الأولى، ثم قفزوا عليها بأسوإ مما فعل العسكر، ثم، عند وقت الحاجة، إذا هم يقولون "فَٱذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَـٰتِلَآ إِنَّا هَـٰهُنَا قَـٰعِدُونَ" المائدة 24. ألم تعتبروا بقول الله تعالى للمتخاذلين "ٱدْخُلُوا۟ عَلَيْهِمُ ٱلْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَـٰلِبُونَ ۚ وَعَلَى ٱللَّهِ فَتَوَكَّلُوٓا۟ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ" المائدة23. أطغيان هؤلاء ليس طغياناً، أم أنكم ترون أنها نزلت في الكفار لا في المسلمين، كما تخادعون جُهالكم؟ ألم يقل حُذيفة في قول الله تعالى "وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأُو۟لَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلْكَـٰفِرُونَ" المائدة 44 لمن قال له أنها نزلت في اليهود والنصارى "نعم الإخوة لكم بنو إسرائيل، إن كانت كل حلوة في القرآن فهي لكم، وكل مرة فهى لهم، إنها نزلت في اليهود والنصارى، لكنها لنا ولهم" الطبري بتحقيق أحمد ومحمود شاكر. أعميتم عن فقه الفهم والتفسير، ورضيتم بفقه البدعة وإتباع الجزئيات، تضربون بها الكليات؟
الثمرةُ دانية أشد ما يكون الدنو، وعزائم هؤلاء خائرة أشد ما يكون الخَوَر .. شُلت هذه الأيدى التي لا تمتد لنصرة دين الله، وشُلت ألسنة المُخَذلين عن نصرة شرع الله وحراستها ممن يريدون القضاء عليها.
لا والله، لن يكون هناك مجاملة في دين الله، ولا سياسة ولا مماحكة، ولا انتخابات، إلا أن يخضع مجلس التسعة عشر لإرادة الشعب، بلا مُراوغة ولا تأجيل.
العَسكر، يا ربات الحِجال من قادة السَلف والإخوان، لن يَتركوا الإنتخابات تَمر على سلامٍ، كما تتوهّمون. بل هي غَفلتكم، وضَعف تصوّركم، ووهنِ إيمانكم بالله، وجهلكم بالشريعة، لا غير.
وليحفظ الله الشيخ حازم، لكن لا بد أن تكون هناك خطط بديلة، فالإسلام أكبر من حازم ومن كلّ الناس، والمسيرة يجب أن تستمر، وليكن منكم، يا شباب الإسلام والتحرير، حامل الراية من بعده، وقاه الله من كل سوء.
وإلى صباح الغد .. وأنا معكم بعقلى وقلبى ولساني، وليغفر لي الله أني لست معكم بجسدى الواهى الهَرِم، أدافع عن دين الله، وأحتسب نفسى عند الله. | |
|