د. طارق عبد الحليم
عدد المساهمات : 197 تاريخ التسجيل : 31/08/2011
| موضوع: ما للأغرار ..لا يَكادون يفقهون حديثاً؟ الأربعاء ديسمبر 21, 2011 10:40 am | |
| د. طارق عبد الحليم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
يُشيع عددٌ من الصغار الأغرار أنّ ما يحدث اليوم في مصر هو مؤامرة لوقف الزحف الإخواني السلفيّ على البرلمان، ومن ثم، فإن من يقومون به هم عملاءٌ مأجورون، وأن من يدعو للخروج لنصرة النساء والرجال المَسْحولين، قد خَدعوا في تلك المُؤامرة التي تحاك لإسقاط المَجلس العَسكريّ العَميل، الذي تنصُره القيادات الإخوانية الرشيدة، وتحذّر من سقوطه مشايخ السلفية الذكية! وأن همنا الأكبر يجب أن يكون الآن موجهاً للإنتخابات، إذ هي سلاحنا في وجه العسكر، لا سلاح لنا غيره.
هذا هو أكبر همهم (البرلمان)، وهذا هو مبلغ علمهم (المؤامرة ضده)! ولنتحدث إلى هؤلاء على مستوى أدعو الله أن يفهموه، إذ ليس أقل منه إلا "الرَضّاعة"، يلتقمون بها ما يحتاجون اليه. نقول:
- إن وجود متآمرين مأجورين في هذه الأحداث، لا يحتاج إدراكه إلى هذا الذكاء الألمعيّ، والذي ترهقون فيه عقولكم، وتصيحون بالتحذير منه. فإنّ الأعمى يرى أنّ من الأشْكال ومن الأفعال ما ينبؤ عن التآمر. لكن ذلك لا يجعل هذا الكم من الناس كلهم متآمرون عملاء، بل منهم الصالح ومنهم دون ذلك. منهم من يريد إزاحة العسكر لصالح العلمانيين، ومنهم من يريد أن يأخذ بثأر موتاه، ومنهم من هو غاضب لحقّ الدين والمُسلمين مما وقع في نوفمبر، ومنهم من قبض ثمن الهرج والعبث. هذه قضية مفروغٌ منها.
- إننا كنا، وما زلنا، وسنظل ندعو إلى أنْ لا حياة لمصر، ولا نجاة لها، إلا بإسقاط العسكر، ولا وسيلة لذلك إلا بالحشد الشعبيّ الهائل ضدهم، كما حدث مع مليكهم المخلوع. هذا قدر لا ننازع عليه، ولا نرى فيه إجتهاد أو خلاف. من لا يراه فقد عمي بصره وغُشِّيت بصيرته. هذا ما قلناه منذ 11 فبراير، مدوناً على صفحاتِ هذا الموقع، قبل أحداث ماسبيرو، وقبل أحداث 19 نوفمبر، وقبل أحداث محمد محمود وقبل أحداث رئاسة الوزراء. هذا ما نراه، ويراه من فيه بقية عقلٍ، المخرج الوحيد من الحكم الديكتاتوريّ العسكريّ. فموقفنا هذا لا يرتبط بما يجرى على الأرض من أحداث، يفتعلها متآمرين حيناً، ويفتعلها العسكر أحياناً، بل هو موقف ثابت لم ولن نحيد عنه.
- إن الإنتخابات، وحرص الجيش على إتمامها، ليس من محبة الجيش في الديموقراطية، وحرصه على خدمة الإسلام، وعلى رفاهة الشعب - ووالله لأكاد أشعر بالقلم يضطرب في يدى غيظاً أن جعلت مِحبَرته تجرى بمثل هذا الحديث الفج الغبيّ - بل إن حرص الجيش على الإنتخابات لهو المؤامرة الحقيقية التي لم يجد الخونة من العسكر بُدّا من سُلوك طريقها، ليشغل أمثال الصغار الأغرار عن أن يسلكوا المسلك الوحيد الذي يَخشونه ويعملون له ألف حساب، ألا وهو الحَشد الشعبيّ ضِدهم. هذه هي المؤامرة الحقيقية التي عجز المتخاذلون عن إدراكها، أو أنهم أدركوها ولكن طمعوا في محصلتها، وهي بطاقات العضوية. فسَعوا فيها، رغم ما صرّح به العسكر من أن مجلسهم لن يكون إلا مجلس طراطيرٍ إمّعاتٍ لا قيمة لهم.
- إن القيادات العلمانية، ولو ظاهراً، هم من يقولون بالحق، إلا الشيخ الجليل حازم أبو اسماعيل، ومن معه من أمثال الشيخ الفاضل رفاعى سرور. هذه القيادات العلمانية أظهرت جرأة وذكاءاً وحصافة، من كافة من هؤلاء المُهانين المُتهاونين في حَق دينهم.
- إن إدّعاء هؤلاء المُتخاذِلين، الذين باعوا دينهم ببطَاقات العُضوية، أنّ هذه البطاقات سَتعطيهم شَرعية الحَديث عن الشَعب، وتمكّنهم من الوقوف في وجه العسكر، لباطل من القول، وخطلٌ من الرأي، وسَفاهة في الفِكر، إذ إن:
- الجيوشُ لا تتحدث، إن لم تكونوا أدرَكتم ذلك بألمَعيتكم إلى الآن. الجَيش يُملى ما يريد، غَصْباً وقهراً. الجيش يفرض أجندَته على الأرض، ثم يتلاعَب حولها، فإن نَجح التلاعُب، فلا بأس، وإن فَشَل، أملاه مرة أخرى، بطريقة أخرى، أو فَرضَه قانوناً دون مُواربة.
- أن المُتخاذلين قد صَرّحوا، مرة ومرات، أنهم، حتى وبعد حصولهم على البطاقات، فإنهم لن يَصطدِموا بالجيش، أي بكلماتٍ أخر، لن يَدْعوا إلى الحشد الشعبيّ اللازم لإزالة الحُكم العَسْكريّ الديكتاتوريّ الكَافر. بل سيستمرون في الشَجب والتنديد، بكلماتٍ وخطبٍ وتصريحات!
المُحصلة الآن، هي أنّ المُغَفّلين من الصِّغار الأغرار، هم من يساندون هذا الحكم، وهم أكبرُ الناسِ غَفلة وإثماً فيما يقولون ويفعلون.
| |
|