Admin Admin
عدد المساهمات : 198 تاريخ التسجيل : 13/03/2011
| موضوع: ومضى عامٌ .. على تنصيبِ العَسكري! السبت فبراير 11, 2012 11:34 pm | |
| د. طارق عبد الحليم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
مضى عامٌ كاملٌ على يومِ "تخلّي" مبارك للسُلطة، وتسليمها إلى المجلس العسكريّ.
عامٌ كامل. إثنا عشر شهراً في كتاب الله. ماذا يا ترى كان حصادٌ هذا العام؟ ما الذي حقّقه الشعب، أو بالأحرى تًحقّق للشعب، في "عام العسكر" هذا؟
لننظر فيما تحقق، وما لم يتحقق، على أرض الواقع لا الخيال الواهم:
- قتل أكثر من ألف برئ، وأصابة أكثر من ستة ألاف آخرين، مما يعنى القضاء على أكثر من خمسين ألف نسمة، بين فقد حبيب أو عائلٍ. وفي هذا العام، لم يتم توقيف أحدٍ من ضباط الشرطة المجرمين القتلة، يل لا يزال قتلة الثوار في أعمالهم، بل قاتل سيد بلال لا يزال يعمل في أمن الدولة!
- الحكومة لا تزال هي حكومة العسكر، مثلها مثل حكومة شفيق وعصام شرف من قبل، ولا مجال لأن يمسها أحدٌ بتغيير أو تبديل.
- الداخلية لا تزال كما هي، لن ينلها تطهير ولا تغيير، تتحكم في بلطجية مصر، وتدرجهم على كشوف رواتبها، ويتحكم فيها لواءات الخيانة من أصحاب العادليّ وخدام مبارك والطنطاوى.
- أمن الدولة، أعاد تشكيل نفسه، وتوارى عن الأعين، متخفياً يمارس دوره القذر في الخَفاءِ، إلى حين، ولا ننسى النَصر الذي تحقّق بتغيير اسمه إلى "الأمن الوطني!"
- النائب العام، العميل الخائن، لا يزال في موقعه، كأنه أبو الهول، لا يريم ولا يتزحزح، يزيّف الوقائع ويُضيّع الأدلة، ويتغاضى عن القضايا التي تأتي للشّعب بالعَدل الحَقيقيّ.
- لا زال الإعلام على فساده وتبعيته للعسكر بشكلٍ كامل، عاملاً على إفساد الرؤية الواقعية لما يجرى على الأرض.
- لا تزال العِمالة للصَهاينة هي المهمة الأولى لمجلس العسكر، رغم إفتعال خونة المجلس أزمة مع أمريكا لتلعب دور التشتيت الإعلاميّ، يغشى فكر العوام.
- لم يتحدّد سقف أعلى ولا أدنى للأجور، وبقيت المَنظومة الهَرمية المَقلوبة للعدالة الإجتماعية، باقية تهزأ بشعب مصر وثواره، وتخرج لسانها لفقرائه ومساكينه.
- لا يزال أباطرة العسكر يسيطرون على 40% من مقدرات شعب مصر، يحصُد أحدهم الملايين من الجنيهات شهرياً، بصفة شخصية، كبدل ولاء.
- إنتخاب مجلس برلمانيّ، وهو الذي تم في ظلّ صَفقة آثمة بين جماعة إخوان البدعة، ليصبح اليد التشريعية للمجلس العسكريّ، يضرب به التحرك الحقيقيّ للإسلام، ويُحجّم دور الشريعة، عن طريق نواب الإخوان الليبراليين المتسترين تحت عباءة الدين. ورغم أن الهيئة البرلمانية العميلة قد قامت على الصفقة الآثمة، إلا أنّ العَسكر قد نزَعوا من المجلس كل صَلاحية، في أي إتجاه كان، وأبطلوا دوره كرقيب على الحكومة، ليصبح معارضة ضعيفة كليلة، لا تسمن ولا تغنى من جوع. وقد لعب الليبراليون الإخوان دورهم في الصفقة بكل أمانة، فوافقوا على إنتخاب رئيسً علمانيّ، وكتابة دستورٍ "توافقيّ"، يحفظ للعسكر وضعهم في إدارة البلاد، ونهب ثروات العباد.
- التلاعب بالدور القادم لرئيس الجمهورية، وإبعاد المُرشّح الوحيد الذي يمكن أن يُوجّه الدولة توجيهاً إسلامياً رشيداً، حازم أبو اسماعيل، واستخدام تنظيم الخُوّان الليبراليين البرلمانيين، وسفهاء السلفية في إقصائه.
هذا ما تحقق، وما لم يتحقق، في كبريات الأمور. وهذا ما ينبئ عن الخفيّ مما لا يزال في جعبة العَسكريّ.
كثيرة هي المحاذير التي لا تزال تواجه عملية التغيير، من أهمها:
- أن يستمر العسكر في حكم البلاد، ويقوم خلال الأشهر الأربعة القادمة، التي قد تمتد إلى ستة أو عشرة، بكتابة الدستور الذي يريده، ليوطد سلطته، ويدعم بقاءه خلف الستار، حاكماً فعلياً للبلاد.
- أن يتلاعب العسكر بعملية إختيار رئيس الجمهورية، ليتجاوزوا حازم أبو اسماعيل، الذي توافقت عليه أغلبية القوى الشعبية، إلا خُوّان الإخوان، وسفهاء السلفية، ليأتوا بمرشحٍ ألعوبة في أيديهم، من فاسدى العصر السابق، كمنصور حسن، المرشح العسكريّ الحاليّ العلماني القوىَ.
- أن تتقدم جماعة الخُوّان لإنقاذ العَسكر من الوَرطة التي يواجهها، بأن "تتطوع" بتشكيل حكومة "إئتلافية" جديدة، تضع الوجه الإسلاميّ على السلطة التنفيذية، بينما تسعى لتنفيذ بنود صفقة "كامب سليمان" الآثمة. هذه الحُكومة ستكون أشَدّ خَطراً من الحُكومات العَميلة المَكشوفة الحَالية، لزيف مرجعيتها، وتضليلها لقطاع من الشعب المخدوع في خطابهم الديني الليبراليّ، مما سيؤدى إلى تخدير ثواره، كما حاولوا ذلك من خلال مجلس اللاصلاحيات الحاليّ.
إنّ أي تواجدٍ لجماعة الخُّوان الليبراليين، في مجلسٍ أو حكومة أو أي تشكيلٍ رسميّ، سيظل محاطاً بالريبة والتوَجّس، لما انكشف من دورهم الخبيث في دعم العسكر لقاء مقاعدهم البرلمانية، لا بارك الله لهم فيها.
هذا هو حصاد العام .. تراجعٌ وخسارةٌ وتلكأٌ، وعمالة صَريحة ومُبطنة، وتزييف وتعتيمٌ، وقتلٌ ونهب، وإعتقالٌ وسَحل. هذا هو ما تحقق، إلا ما استلبه الشعب من قدرة على الحركة وسقوط جدار الخوف، لولا عمالة المتأسلمين، من خُوّان البَرلمان وسفهاء السّلفية، لكانت قوة الشعب زلزالاً تحت أقدام العسكر.
فإلى عام قابلٍ، اللهُم وليّ المخلصين من المسلمين، أزِح بجاهك بغيّ العسكر الكافرين، وافضح نوايا الخُوّان الليبراليين، ولا تؤاخذنا بفعل سفهاء السلفيين.. وآزر الدعاة إلى شرعِك بين العالمين، آمين آمين آمين...
| |
|