هاني سمارة
عدد المساهمات : 53 تاريخ التسجيل : 17/03/2011
| موضوع: الاستيطان الصهيوني الكردي في شمال العراق وسوريا - 3 الجمعة يونيو 14, 2013 8:48 pm | |
| الاستيطان الصهيوني الكردي في شمال العراق وسوريا - 3
عرب ايدل ونجمة قردستان العراق!
نكئت الفنانة الاماراتية احلام جرحا عميقا في كرامة وشرف المسلمين والعرب عندما علقت على المشاركة الكردية "برواس حسين" بالقول بأنها عليها اي "برواس" ان تقدم نفسها بأنها من العراق فحسب ولا ضرورة لذكر اسم الاقليم الذي تنحدر منه! وهي كلمة صواب سددت في موضعها. فجميع المشاركين في المسابقة ينتمون الى مناطق واقاليم وتقسيمات ادارية في بلدانهم مختلفة ومتنوعة, ولا يعرفون عن انفسهم بها عند المشاركة, ولكن باسم الدولة التي انحدروا منها. وكأن تعليق الفنانة احلام اصاب في الصميم الدعاية والاعلام الصهيوني الممنهج المعادي لله وللاسلام وللعرب والعراق! فقد شنوا حملة طعن وانتقاد وانتقاص في الفنانة احلام واتهامها بالعنصرية, تكرارا لاسلوب اليهود والصهيوية العالمية في لعب دور الضحية كما "رمتني بدائها وانسلت"!
حقا فلنتفكر لماذا قدمت "برواس" نفسها على انها من "كردستان" عندما سئلت عن البلد الذي اتت منه ولم تقل من "ألعراق"؟ ولماذا تظاهرت بعدم معرفتها للعربية وتعمدت الحديث بالكردي؟! ولماذا ظهرت برفقة شخص ادعى بانه "مترجم"! من الكردي الى اللغة العربية وبالعكس! هكذا وللصدف وافق ان اسم هذا "المترجم" الكردي الافتراضي "فرهانك" معناه بالكردي "قاموس" كما تطوع واخبرنا! رغم انه لا يوجد قاموس لغوي "للكردية" التي تحدث بها ولا لشقيقاتها! فالكردية "ثلاث" لغات وليس واحدة, مختلفة فيما بينها بالحروف والكلمات والمصطلحات; "البادانانية" و"الصورانية" و"الفيلية"! احداها تستخدم حروف عربية, والثانية تستخدم حروف لاتينية, والثالثة ما زالت غير مكتوبة كحال سابقاتها قبل ان تتبنى حروف لغات وحضارات قائمة وتقتبسها منها!
لماذا يا ترى مرر معدوا برنامج "عرب ايدل" ومن ورائهم هذا التدليس "الكردي" المبتذل على الناس؟! فـ "برواس" التي في اول ظهور لها تظاهرت وادعت عدم معرفتها للغة العربية...ظهرت تتحدث بالعربي مع اعضاء اللجنة في الحلقات اللاحقة بدون "قاموس"! والذي بدوره احتجب عن الظهور واختفى من المشهد كلية بعد المرة الاولى! ..طبعا لانه واياها قد حققوا هدفهم في الترويج للمشروع الصهيوني الاستيطاني في شمال العراق المسمى"كردستان"! وتسويق الاكرا د على انهم "شعب " و "قومية " مستقلة, لها "لغتها" وكيانها "الجبري" في ارض العرب وديارهم ورغم انوفهم! كما ظهرت "برواس" تتحدث مع زملائها وزميلاتها بطلاقة بدون "قاموس" في مقاطع فيديو متعددة في غرف الاعداد والاستراحة! اللهم الا اذا كانت "برواس" كردية "مثقفة" استخدمت في الحديث معهم احدى اللغات الاجنبية التي تجيدها! لو كان الامر كذالك, لما استوجب احضار "فرهانك" ليترجم! ولاستخدمت "برواس" تلك اللغة الاجنبية في ظهورها الاول وخاطبت بها اللجنة المشرفة ! فراغب ونناسي يجيدان اللغة الفرنسية واحلام والشافعي الانكليزية! ولكن واضح بانه ملعوب كردي " لاستكراد" الناس على راي المثل المصري!
على اية حال..تعالوا نتحقق اولا هل شمال العراق هو "كردستان" او جزء من "كردستان" المزعومة التي كثيرا ما يتردد ذكرها في الاذاعات العبرية!..لا طبعا.. فالاكراد للحقيقة والتاريخ ليسوا عراقيين, وان اكثر من تسمعون صخيبهم اليوم ,هم دخلاء مستوطنون بالقوة في شمال العراق! فليس للاكراد في العراق جذور تاريخية ولا حتى وجود قديم! فوجودهم في شمال العراق حديث ولم يتعدى الـ 100 مئة عام, بدليل ان ليس لديهم مقبرة في شمال العراق عمرها 90 تسعون عاما! اما من اين اتوا ولماذا قبل 100 مئة عام؟
الجواب هو انهم وبغالبيتهم العظمى اتوا من ايران, من جمهورية كانت لهم هناك اسمها "مهاباد"! وبعضهم نزح من تركيا جراء المعارك والثورات التي قاموا بها في تركيا ضد السلطان العثماني, كحال الارمن والبلغار والصرب تلك النتؤات المعادية للاسلام وللخلافة العثمانية. اما مهاباد فكانت دولة للاكراد مستقلة على نمط الدول الاشتراكية وتحت حماية الاتحاد السوفيتي الذي تنازل عنها مجبرا لبريطانيا العظمى في ذالك الوقت, والتي بدورها سمحت لشاه ايران باجتياحها وضمها الى ايران. تمت المؤامرة بحق الاكراد في "مهاباد" على حساب العرب والمسلمين! فبريطانيا ارادت بالقضاء على جمهورية "مهاباد" الكردية وتشريد الاكراد نقلهم الى شمال العراق حصريا! لزرعهم في جسد الجغرافية والتركيبة السكانية العراقية بهدف تغيرها, والغاء عروبة العراق وتشويه تاريخه وتزيف ارثة ومحو حضارته, والادعاء بان العراق ليس ببلد عربي, ولكن ثنائي وحتى متعدد القوميات بدليل ما فيه من اكراد! وهو نفس السبب الذي من اجله نقلت بريطانيا اليهود الى فلسطين عندما كانت تحت الانتداب البريطاني! وليست مفارقة ان المشروعين الكردي والاسرائيلي نشئا في وقت واحد, وتم زرعهما في العراق وفلسطين في ذات الوقت من قبل بريطانيا والغرب والاتحاد السوفيتي! وان قيادات حركة المشروعين صهيونية متحالفة استراتيجيا ومتظافرةعلى جميع الصعد الاعلامية والعسكرية والسياسية! واما الاتحاد السوفيتي الذي اجبر حينها على التخلي عن جمهورية "مهاباد", فاراد استثمار هذه الخسارة قدر المستطاع, كون الاكراد في غالبيتهم مواليين للسوفيت وللاشتراكية, كما ان قائد مشروعهم الصهيوني في شمال العراق "مصطفى البرزاني" كان ضابطا في الجيش الاحمر, ثم اصبح وزيرا للدفاع في جمهورية "مهاباد" عندما تم اعلانها جمهورية مستقلة. الاتحاد السوفيتي دفع الاكراد للهجرة الى شمال العراق بدل دعمهم في تحرير "مهاباد" من الفرس! لان الاتحاد السوفيتي كان يامل بان يصبح الاكراد مرتكز له وللاشتراكية في شمال العراق وموطئ ومنفذا للشرق الاوسط, الذي تحتكر السيطره عليه وعلى ثرواته النفطية بريطانيا وفرنسا. وهو نفس السب الذي دفع الاتحاد السوفيتي لدعم دولة اسرائيل, على اعتبار ان غالبية اليهود المهاجرون اتوا من اوروبا الشرقية, وانهم بغالبيتهم اشتراكيين ومناصرون للشيوعية, ومنهم من شارك مع القوات السوفيتية في الحرب العالمية, على امل ان يستحدث بهم دولة اشتراكية موالية له في الشرق الاوسط! اما الفرس فطبعا كان من مصلحتهم التخلص من الاكراد لانهم مسلمين سنة بالاساس, ومرجعية ووجهة قيادتهم اشتراكية, على عكس وجهة مشروع الشاه الامبراطوري الاستعماري التوسعي, وايضا للتخلص من اي مقاومة او حرب تحرير قد يقوم بها الاكراد ضده لاستعادة وتحرير بلدهم المحتل "مهاباد".
هذه هي الحقائق..ليس للاكراد اي وجود تاريخي في العراق ولا في سوريا! فقبيلة "البرزاني مسعود" مثلا, والذي هو شخصيا من مواليد "مهاباد - ايران" وكذالك اباه مصطفى وجميع اجداده.! هذه القبيلة الاكبر بين القبائل الكردية في شمال العراق وغالبية الاكراد الذين تسمعون صخيبهم اليوم او تروهم يهتفون باسم "كردستان" اتوا من "مهاباد", ويرفعون علمها الذي تتوسطه شمس مشتعلة هي "رمز للديانة المجوسية الفارسية"! هؤلاء الاكراد اتوا من "مهاباد - ايران" ولا يمتوا للعراق او للعراقيين بصلة لا من قريب ولا من بعيد! هذه هي الحقيقة التي لا يريدكم الاكراد ان تعرفوها, ليستمروا في نهب ثرواتكم واحتلال اراضيكم وتزوير تاريخكم وتشويه حضارتكم وسرقة ارثكم!
والحقيقة الاخرى التي لا يريدكم الاكراد ان تعرفوها, هي انهم ليس لديهم ولم يكن لهم أي حضارة في العراق او سوريا, ولا في أي بقعة من بقاع العالم عبر التاريخ! لذا يركز الصهاينة واعداء الاسلام والعرب على التاكيد دائماعلى مسمى "كردستان العراق" ليزرعوا في وعي وذاكرة الناس حقائق مزيفة لتمرير مشروعهم الصهيوني الاستيطاني في شمال العراق! ولا تراهم يذكروا ولا مرة واحدة مسمى "كردستان القوقاز" حيث موطن الاكراد الاصلي, ولا "كردستان ايران" او "كردستان تركيا" مثلا!
والنقطة الثانية التي لا بد من توضيحها هي ان الاكراد ليسوا بعرق, اي انهم ليسوا قومية! فالعرق او القومية هي الخصوصية الجينية والوراثية التي تتمايز بها المجموعات البشرية عن بعضها البعض وتصنف بناءا على تمايزها قوميات وامم مستقلة عن غيرها. وبناءا على هذه الحقيقية العلمية فالاكراد ليسوا قومية ولا عرق, وليس لهم خارطة جينية وراثية تميزهم, فمصطلح كرد تم اعتماده على المجموعات البشرية المتنقلة التي لم يستطع علماء الاجتماع والتاريخ والاثار والانثربلوجيا ان يتتبعوا لها اصل او مصدر او تسلسل وراثي, ولم تستقر في موقع ولم تكون حضارة ! فالاكراد على ما ثبت حتى الان هي مجموعات امكن التوصل الى انها تنحدر من اربعة اصول او افخاذ مختلفة عن بعضها وغير متعايشة فيما بينها! اما اللغة الكردية فلا وجود لها اطلاقا, لانها انقرضت كحال لغات جميع المجموعات والشعوب التي ليس لها جذور حضارية وتاريخية مقترنة بجغرافية.
هكذا وللحقائق المذكورة فليس للاكراد وجود تاريخي في بلادنا ولا حضاري او ثقافي ولم يكن. لذا تجد المبدعون من الاكراد انما يبدعون في ثقافات وحضارات امم اخرى كالعرب والاتراك والفرس ولكن ليس بالكردي! هكذا هو شمال العراق وهكذا هي المنطقة الشرقية لسوريا التي استوطن بها للاسف قرابة مليون كردي! والان بعضهم اصبح يدعي بانها "كردستان الغربية" ايضا!... هذه الاراضي والمناطق عربية التاريخ والحضارة والمصير بلا نقاش, اما الوجود الكردي فيها فهو طارئ! فرضه المشروع الاستيطاني الصهيوني الصليبي وسيزول معه, كما ستزول يقينا دولة "اسرائيل" من فلسطين! ومن يصر على تسمية شمال العراق بـ "كردستان العراق" او منطقة شرق سوريا بـ "كردستان الغربية" انما هو الا اداة او بوق للصهيونية المعادية للاسلام والعرب وللعراق وسوريا, كما هو حال غالبية الاكراد في شمال العراق وبعض من في سوريا اليوم للاسف.
وما زاد في دهشتنا هو ما اعلنه الفنان اللبناني راغب علامة عندما اثنى على المشتركة الكرية "برواس حسين" قائلا بأنها "جمعت بين حضارتين في غنائها, الحضارة العربية والحضارة الكردية"! لعمرك يا استاذ راغب دلنا على تلك الحضارة الكردية التي نجحت في اكتشافها رغم فشل جميع علماء التاريخ والتراث والمثلوجيا الانثربولوجيا واللغات والاثار في ذالك كي لا نضيع فرصة النهل منها كما لا بد قد سبقتنا وفعلت جميع الشعوب والحضارات والامم الاخرى! وحتى لا تنحصر عبقرية الاكتشاف بشخص الفنان راغب علامة, فاجئنا الاستاذ حسن الشافعي عندما انكر على المشترك المغربي "شفيق نيبيو" الغناء بالاسبانية وهي لغة عالمية, وقال له نحن هنا في "عرب ايدل" يا تغني بالعربي يا تروح تغنى في اسبانيا لبرنامج اسباني, بينما سجل كل اعجابه وتايده لـ "برواس حسين" وانكارها للعربية, واصرارها على الغناء باحدى "اللغات الكردية الثلاث" التي لم يرتقي اي منها لدرجة لغة بل عبارة عن فضلات وترقيعات من حواشي وبقايا لغات قائمة! ولم يقل لها اذهبي غني في "كرد ايدل" او في برنامج كردي وليس هنا! بقي ان نطلب من لجنة التحكيم الموقرة ان تخبرنا ما هي اللغات المسموح المشاركة والغناء بها في عرب ايدل, بجانب العربية والكردية التي شاركت بها "برواس"...ايجوز المشاركة والغناء باللغتين الكرديتين الاخرتين ايضا ؟! وماذا عن ابناء وطننا التركمان والاشور والكلدان و الامازيغ والنوبين و الشركس والشيشان و البشناق والارمن...ايحق لهم ان يشاركوا في "عرب ايدل" بلغاتهم؟! ام ان ذالك غير متاح, طالما انهم غير مختومين بالنجمة السداسية!
| |
|