خالد
عدد المساهمات : 31 تاريخ التسجيل : 28/03/2011
| موضوع: الصفقةُ الملعونة .. بين القبط والنظام المصري! الثلاثاء مايو 10, 2011 9:30 am | |
|
الصفقةُ الملعونة .. بين القبط والنظام المصري! بقلم د. طارق عبد الحليم
التنازلات التي يقدمها النظام المصريّ العلمانيّ لقبط مصر قد أصبحت المشهد اليوميّ الذي يؤجّج نار الفتنة بين الأقلية المُعتدية، المستقوية بالغرب الصليبيّ من ناحية، وبالنظام المصريّ اللاديني من ناحية أخرى، ضد الأغلبية المسلمة التي تعيش على أرض مصر، منذ فتحها عمرو بن العاص رضى الله عنه. تلك التنازلات لا تحدث عشوائياً ولا جزافاً، بل هي صفقة تمت بليل بين النظام وبين الكنيسة القبطية يتنازل فيها النظام عن بسط سيطرته وممارسة دوره في حُكم القبط، وإطلاق العنان لهم كسلطة منفردة موازية للنظام لها قوانينها الخاصة، مقابل أن يؤيد القبط توريث السلطة لجمال مبارك لا غير!
وبموجب هذه الصفقة الملعونة، سَلّم النظامُ مقاليدَ الحكمِ الذاتيّ لزعيم القبط، فما عادوا يخضعون للقضاء المصريّ، ولا يخشون قبضة الأمن العاتية التي تضرب المسلمين ليل نهار، كما سُمح لهم بالتسلّح الثقيل، وبإنشاء ميليشيات لو حاولها المسلمون لقامت قيامة الأمن ولم تقعد! وسَمح بموجبها النظامُ أن يفرضَ زعماء القبط سيطرتهم على المواطن القبطيّ خارج سطوته، فيُجرى عليهم أحكام الكنيسة بشكل مُلزم لا فكاك منه.
هذا التنازل، وهذا التواطؤ يذكرنا بنفس الأسلوب الذي لا حياء فيه ولا نخوة ولا مروءة في صفقة النظام المصري مع الصهيونية الإسرائيلية بشأن غزة المحاصرة، فالتودد للصهاينة، على حساب قتل المسلمين في غزة لم يكن إلا خادماً للتواطؤ الصليبيّ الصهيونيّ على سيناريو التوريث اللعين في مصر بعد هلاك رئيسها الحاليّ.
والنتيجة الواضحة، والثمرات الأولى لهذه الصفقة القبطية – المباركية، والتي لم يُقدّر النظام المصريّ بغبائه المعهود تَبِعاتِها، هي أنْ نشأت دولة قبطية داخل الأمة، لها جيشها وقوانينها، وصارت لا تبالي بالوجود الإسلاميّ في مصر وكأنه وجود عارض ستُستأصل شأفته عن قريب، هكذا يصرّحون دون خجل أو مواربة. ولم يقدّر هذا النظام أنه ما أن يتوصل القبط إلى ما يرونه مناسباً في مخططهم، وما أن يُكملوا عدتهم من القوة ومن رباط الخيل، فسوف لا يكون لتلك الصفقة وجود، بل وسيخرج مَلعُونهم مطالباً بالإستقلال لأمته، كما يحدث في السودان. بل لا نستبعد هنا أن يكون ضمن بنود الصفقة الحالية التنازل في مرحلة ما بعد التوريث عن جزء من صعيد البلاد للقبط، ويكتفي الوريث بما بقي من مصر يَحلُب أضْرُعه ويَعصِر أعواده ما مكّنه الشيطان من ذلك.
وإرهاصات هذه الصفقة الملعونة قد تجلّت بالفعل لذي عينين فيما حدث مع السيدات المهاجرات إلى الله في الشهور السابقة، منذ وفاء قسطنطين، إلى كاميليا شحاته، مع خيبة الأزهر وعمالته، وخنوع الغالبية المسلمة التى رضخت للترويع والتنكيل، وأحجمت عن بذل الدم في سبيل حريتها وعقيدتها، مما أكمل الصورة المزرية المقيتة التي لا يرضى عنها من بقيت في دمه ذرة من حب لله ورسوله أو ولاء لدينه ثم لوطنه.
ويسأل السائل، فما الحيلة، وما العمل؟ وقد أوجَفَتْ علينا هذه الشياطين بخيلها ورجلها، وتعاونت قوى العلمانية الحاكمة مع قوى الصليبية القبطية لخنق الإسلام والمسلمين في عُقر دارهم، وبيد قوات أمن وحماية جيش يُفترض أن رِجالها من المسلمين! فأقول أنه بعد حَول الله وقوته، والإيواء إلى الركن الشديد، فإن الحلّ هو في الخُروج الجَماعيّ العارم المُكثّف إلى الشارع المصري ومواجهة هذه القوات المتسلطة المؤتمرة بأمر النظام العلمانيّ، وإستخدام سلاح العصيان المدنيّ لتجميد حركة النظام، لا حلّ غيره، وإلا فنحق حقيقون بما يصيبنا ويكون الأمر أمر إستبدال وليس أمر تغيير "فإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم".
www.tariqabdelhaleem.com
| |
|