2600 شهيدا في سوريا لو كانوا في سبيل الله لنتصرت الثورة!
نهج الابادة الجماعية والتطهير العقائدي الذي يعتمده النظام في سوريا, والذي يأتي على عشرات الشهداء والجرحى يوميا, ناهيك عن تشريد الاف العوائل واستباحة ممتلاكاتهم وحرماتهم, هي استراتيجة اعتمدها وهيكل دولته واجهزته عليه النظام منذ اختطف الحكم بانقلاب عسكري عام 1970 احتضنته امريكا والاتحاد السوفيتي في حينها. وامام هذه الاستراتيجية والفضائع التي يرتكبها النظام على مراى العالم, ينبري الموقف الغربي والامريكي بالتصدي والذي وصف عمل النظام بأنه "مزري" ويدعوه الى القيام بأصلاحات! والموقف الروسي الذي "ما عاد يحتمل وحذر بشار من نهاية محزنة ان هو لم يستجب للمطالب ويقوم باصلاحات"! وتركيا التي استقبلت اكثر من 15000 خمسة عشر الف نازح سوري, والتي "نددت" بصرامة ببطش النظام السوري واعلنت انها "لا ترضى" عن هذا الوضع, وانها ستنقل رسالة "حازمة" للنظام ان هو استمر في اعتماد الحل الامني! ثم عادت بعد تبليغ الرسالة واعطت النظام مدة اسبوعين لاظهار قيامه باصلاحات! وصرح اوغلو خلال فترة الاسبوعين انه "لا دليل قطعي" لدى تركيا بان الجيش "السوري" قد "عاد" الى المدن والى ارتكاب المجازر! وعلى الطرف "الاخر"تهديد ووعيد النظام وحزب الله والنظام الايراني لكل من تسول له نفسه ويسعى الى اسقاط النظام في سوريا, ولم يعتبر ممن قتل ويصر على الوقوف في وجه النظام والمطالبة بحقوق ولو سلميا! اما رواد الفكر والمنظرون والمحللون السياسيون والنخبة المثقفة في سوريا والعالم العربي, وقناة الجزيرة ومحلليها المتمرسون, والعارفون بسسيولوجيا التغيرات وانتوميا التفاعلات الاجتماعية, وبواعث الثورات وميكانزم عملها. الذين يمتلكون مفاتيح المعرفة وادوات البحث والتحليل السياسي العلمي مثل الاستاذ المفكر الدكتور "عزمي بشارة" على سبيل المثال لا الحصر! فهم ينصحون بدراية العارف ببواطن الامور ومسبباتها وحتمية نتائجها ...ينصحون الشعب والثورة السورية بان تتمسك بالاسس والثوابت الثلاث في صراعها مع النظام من اجل تحقيق هدفها في دولة "ديمقراطية" مدنية وانهاء الاستبداد:
اولا: لا للتدخل الاجنبي
ثانيا: لا للطائفية
ثالثا: الحفاظ على سلمية الثورة وعدم الانجرار الى المواجهة العسكرية في التصدي للنظام, والذي طالما حاول استدراج الشعب الى ذالك عبر استفزازه والاعتداءا عليه وعلى قياداته العشائرية والدينية والاجتماعية, والتي فوتت الفرصة عليه بوعيها وادراكها وعدم انجرارها الى ذالك.
لا نعلم حقا امشورة الدكتور عزمي وقناة الجزيرة ومحللي النخبة والمثقفين العرب والسوريين مع الثورة ام ضدها؟ ام ان موقفهم ما هو الا الوجه الاخر للموقف الامريكي الاسرائيلي والروسي؟!
انبئنا اؤلائك الحكماء المحللون والساسة العارفون بأن المجازر في سوريا ستستمر وعلى نحو اكبر واكثر دموية مما مضى! وبان الامور قد وصلت نقطة اللا عودة, ولكن امام اصرار الشعب وتماسكه وتمسكه بالثوابت والمنطلقات الثلاث المذكورة اعلاه, فان النظام سوف "يتأكل" من الداخل ويحدث فيه خرق او انشقاق نتيجة صمود الشعب و "الضغوط الدولية" وبأن الشعب وارادته ستنتصر في المحصلة ولكن بعد فترة طويلة!
بعبارة اخرى هم يهيؤن ويدعون الشعب والامة الى الاستعداد للموت والابادة الجماعية على يد النظام, وانتهاك الاعراض واستباحة الحرمات والتشريد وترك الديار بصمت لانه الكفيل في اسقاط النظام! والا فان الثورة لن تنجح والمطالب لن تتحقق ناهيك عن اتهام العالم لنا بـ "الارهاب" وهذا شيئ لا يمكن ان نرضاه! ولا تقبله كرامتنا وسيعطي انطباع عن همجيتنا ووحشيتنا! فالعالم الذي يرعد ويزبد وجيش الجيوش وارسل الاساطيل ضد النظام السوري وتبنى ثورتنا وعززها بالامدادات والتعزيزات المادية والطبية والانسانية, سيتوقف ويصطف الى الى جانب النظام!
صحيح ان اساس الثورة والمطالب الشعبية, والتظاهر والاعتصام الذي لم يسمح به النظام الى اليوم هو سلمي, ليس لاننا نثق بمدنية اوخلقية هذا النظام الذي لا يرعى بمؤمن الا ولا ذمة, ولكن لتثبيت حقوقنا بالوسائل والسبل الدستورية والقانونية المدنية والحضارية, ولتفويت الفرصة على النظام من استغلال اعلامه الكاذب لخداع الشعب, وتشتيت قواه وتضليل الراي العام العربي والاسلامي والعالمي, وارتكاب المجازر بحق ابناء الامة تحت ذرائع اتهامات زائفة وملفقة لنا بالعنف والتخريب والارهاب او التعاون مع جهات اجنبية كما هو ديدنه. والاهم من ذالك كله فضح حقيقة النظام امام جميع ابناء الشعب وتجنيبهم مغبة الانخداع باكاذيبه والاصطفاف خلفه بجهالة ضد مصالحهم وشعبهم. هذا الهدف قد تحقق بالكامل على جميع الصعد الداخلية والخارجية والاقليمية والعربية والعالمية والاسلامية, وتزكى بارواح الاف الشهداء والجرحى والمنكوبين والمهجرين, وقد ان الاوان ومنذ وقت طويل لاستثمار هذا التحقيق بهذه التضحيات الجسام والارتقاء باسلوب عمل الثورة وما يتطلبه الوضع وطبيعة الصراع مع النظام, لحقن دماء الشعب وتقليل نزيفها الهادر الى ادنى درجاته, وجعل الجناة واعوانهم يدفعون ثمن جرائمهم. خذ ليبيا مثلا, فبعد اسبوعين فقط من "الثورة" اعلن "الثوار" التصدي المسلح لنظام القذافي الذي واجه ثورتهم السلمية بالجيش! رغم انه لم يصب فيهم قتلى عشر من قتلهم النظام السوري من الشعب السوري لنفس الفترة! ومع ذالك فان الموقف الداخلي والخارجي والاقليمي والعربي والعالمي والاسلامي وقف برمته الى جانب "الثورة" الليبية, وبرر لها بل وايدها في الدفاع عن نفسها في التصدي للنظام واسقاطه عسكريا! ولكنهم في سوريا وبعد مرور خمسة اشهر من المجازر وحمامات الدم والابادة الجماعية التي يرتكبها النظام السوري بحق الشعب, يصرون ويؤكدون علينا بأننا يجب ان نقتل بـ "سلمية" وصمت حتى اخر رجل وشيخ وامرءة وطفل فينا بدبابات النظام, كي لا نفقد التايد العالمي والتعاطف الدولي والشعبي, وكي لا تفشل ثورتنا!....اليس هذا عبث وهراء!...اليس هذا دعم لمخطط النظام وللدوائر الغربية لاعداد البديل بدون استعجال,على حساب ارواحنا وثورتنا؟! لم يخبرنا الدكتور عزمي بشارة كيف يمكن لنا ان ننتصر ونسقط النظام القمعي الاجرامي المستبد وهو يعرف عنا كل تحركاتنا وما ننوي القيام به واسلوب عملنا وحدوده ومكانه وتوقيته منهجا!!!... "سلميا ...سلميا...سلمية..سلمية" حتى اخر نفس! بل ونطمئن النظام واعوانه ونؤكد لهم باننا لن ندافع عن انفسنا, ولن نرفع في وجهه سلاحا ولا حتى حجرا عندما يقتلنا ويرسل جحافله ليسحقنا كي "لا تفشل الثورة وتذهب ريحها", انها "ثورة موت معلن" مع الاعتذار لغابريل ماركيز صاحب الرواية الشهيرة! ...نعم هكذا غيب الغرب "الراعي الحقيقي" للنظام السوري والمصري واليمني وعينا وبدد تضحياتنا وحيد ثورتنا عن مسارها واضاع طريقنا وساقنا طواعية الى المسلخ على عتبة الديمقراطية المنشودة بالاسلوب السلمي المدني المتحضر! والذي كما "ثبت" النهج الناجع الذي احرج النظام وسحب البساط من تحت قدميه وعزله دوليلا وطارده في المحاكم على جرائمه بحق الانسانية وسحب الاعتراف بشرعيته! ولكن هذا الغرب الحضاري المتمدن وتلميذه النجيب الدكتور عزمي بشارة لم يعطينا مثالا واحدا في التاريخ لثورة انتصرت سلمية, في وجه نظام اجرامي وحشي يرتكب المجازر والابادة الجماعية بحق المدنين, ويدكهم بالمدفعية والدبابات ويقطع اعضاء الاطفال بالسكاكين ويتوعد الغائبين قبل الحاضرين بنفس المصير عند اول فرصة, ويحضى بكل هذا الدعم والتغطية من القوى العالمية والاقليمية كحال النظام السوري!
اليس غريبا ان يخفى على محللين النخبة الثقافية والسياسين العرب وعلى راسهم الدكتور عزمي بشارة بأن التدخل الاجنبي في سوريا قائم وفي صميم الحدث والمعادلة, وانه لولا هذا التدخل المباشر لما استطاع النظام بداية من تولي السلطة او الاستمرار! ابتداءا بتسليم الجولان مقابل السلطة مرورا بحرب تشرين التي غدر بها النظام بالجيش العراقي الذي صد الهجوم الاسرائيلي فتركه عرضة للطائرات الاسرائيلية بدون غطاء جوي, ورفضه السماح للجيش العراقي بشن هجوم معاكس لتحرير الجولان, وحمايته لحدود اسرئيل, واحتلاله لبنان 30 ثلاثون عاما, وقضائه على الثورة الفلسطينية والحركة الوطنية البنانية, وصولا الى تامره على العراق ومشاركته ايران في الحرب على العراق ثمان سنوات, وارسالة لقوات سورية بجانب قوات مصرية تحت امرة طنطاوي لمحاربة العراق عام 1991 تحت امرة امريكا لصالح المشروع الامريكي الاستراتيجي في المنطقة, وانتهاءا بتامره على العراق عام 2003 وتمهيده لاحتلاله, وعقده صفقات مع امريكا وايران بهذا الخصوص وتسليمه للمقاتلين العراقيين ولقيادات عراقية عسكرية وسياسية الى القوات الامريكية! احقا خفي عليهم التامين العسكري الاسرائيلي والروسي والايراني للمنافذ البرية والبحرية والجوية السورية للنظام, وامداده بجميع الاسلحة والمعدات ناهيك عن الدعم الامني والاستخباراتي والوجستي!؟
هل خفي علهم ان تزعز الامن في سوريا هو قضية مصيرية وامنية وعسكرية اسرائيلية كما اعترف بها علنا رامي مخلوف ابن خال المجرم رئيس النظام! وان اسرائيل لا تقف مكتوفة ولا تسمح بتغير هذا الوضع؟
هل غاب عنهم القاعدة البحرية الروسية في ميناء طرطوس؟ ام غاب عنهم تعاون النظام مع الادارة الامريكية في القضاء على الثورة الفلسطينية في لبنان ومحاصرة الثورة العراقية وتسليم المقاومين الى القوات الامريكية؟ ام غاب عنهم الحلف الاستراتيجي للنظام مع ايران المحتلة للعراق وللاحواز وللجزر وللمياه الخليجية ولجنوب لبنان؟
الشيشان وكشمير وفلسطين وتيمور الشرقية وجزر الامارت الثلاث ولواء الاسكندرونة والاحواز وسبته ومليلا وجزيرة موت في جزر القمر وجزر الكناري والعراق ناشدت المجتمع الدولي ومؤسساته ومراكز القوى العالمية والنفوذ سبعة عقود التدخل لنجدتها ولم يلبي! وكأن الغرب والتدخل الاجنبي رهن اشارتنا التي نبهنا الدكتور عزمي بشارة بعدم اللجؤ اليه او ادخاله في الصراع ومن مغبة التعاون معه! وكأنه يلبي طلباتنا او ينتظرنا ان نطلب منه او ان نسمح له بدور في قضايانا واوطاننا, وليس هو صاحب المشاريع الاستراتيجية وواضع الخطط التفصيلية والادوات في منطقتنا وبنا لها ركائزها على انقاض مصالح شعوبنا واوطاننا, والتي يمثل النظام في سوريا ومصر واليمن بعض اشكالها!
اما الطائفية فكأنهم لا يعلمون بأنها قائمة على قدم وساق منذ استولى حافظ الاسد على السلطة في سوريا بانقلاب عسكرياعام 1970, تنفيذا لمشروع بن غوريون المعلن عام 1950, القاضي بتتقسيم المنطقة الى دولايات طائفية وعرقية متناحرة, جدير بالدكتور عزمي بشارة وهو فلسطيني من عرب 48 ويحمل الجنسية الاسرائيلية ان يعلم به قبل غيره! وان هذه الطائفية القائمة نظاما ومنهجا في سوريا هي ما اوصلت وضع الشعب السوري والبلاد الى ما هو عليه من ذل وظلم واظطهاد وبؤس! وهي ما اجهزت على العراق قلعة الامة الحصينة! وهي ما فتت لبنان شعبا ودولة! وان تحالف النظام في سوريا مع النظام الايراني قائم على اساس التحالف الطائفي والعقدي الشيعي الاثنى عشري مع النصرية العلوية, في محاربة اهل السنة والجماعة وتحليل دمائهم واحتلال بلادهم واستباحة حرامتهم, وعقد تحالف مع المشروع الامريكي الصليبي والاسرائيلي اليهودي الاستراتيجي, على اساس العداء المشترك للاسلام والمسلمن السنة وللعرب, وتقاسم ثرواتهم واحتلال بلادهم. وغريب ان لا يعلم الدكتور عزمي بشارة الذي زار سوريا اكثر من مرة, بأن النظام في السوري ليس بشار وعائلته وزبانيته كما يروج ومعه من يذر الرماد في عيون الامة, وانما مجمل الطائفة النصيرية العلوية في سوريا ولبنان,التي استفردت بمقاليد البلاد الاقتصادية والامنية والعسكرية والسياسية, ووسعت من نفوذها بتحالفها مع الفرقة الاثنى عشرية, وعملت على غرس التشيع في نسيج المجتمع السوري المسلم عنوة في العقود الاربع الماضية!
اما الاساس الثالث الذي يدعونا الدكتور اليه فهو عدم الانجرار الى العمل العسكري في الدفاع عن النفس او في تحقيق مطالب الشعب والثورة اوفي التصدي لجيش النظام وحملات الابادة التي يشنها مع اجهزته الامنية وكتائب النصيرية العلوية "الشبيحية"! ومفاد دعواه ان تشاهدوا على ارواحكم عند سفك دمائكم, واجعلوها تروي تراب الوطن عشرات ومئات الالوف ولو نضبت ولا تحركوا ساكنا, حتى يتم تهجير الملاين من المسلمين السنة والعرب واكمال المشروع الايراني الاسرائيلي الاستراتيجي, بتغير ديمغرافية المنطقية واقامة كيانات طائفية ضعيفة ومتناحرة, حينها سيكون لكل حدث حديث, وستتخلص لا شك الادارة الامريكية من واجهة النظام بشار الاسد, بحكم ان ورقته قد احترقت واستنفذت كما فعلت في مصر مع حسني مبارك, وتبقى على النظام وهيكله وعموده الفقري واطرافه وادواته بغلاف وخطاب جديد, وستنعموا حينها بحرية التعبير والصحافة والموت دون ان تسجلوا في عداد البشر كما هو حاصل في العراق!
اليس غريبا ان يدعونا الدكتور عزمي بشارة بأن ننادي ونتنادى ونموت من اجل الدولة "الديمقراطية", في الوقت الذي يعلم فيه ومثقفي النخبة بان الديمقراطية واللبرالية قد فشلت كنظام اقتصادي وايدلوجي يتخبط اصحابه بلا امل وينتقلون به من مأزق الى ازمة, رغم كونهم عمالقة الافتصاد والمال والصناعة, ويسيطرون على مقدرات وثروات الشعوب و الدول كحال سوريا ومصر ودول الخليج وباقي الدول العربية ودول العالم الثالث! ناهيك عن كونه نظام لا يحقق العدالة الاجتماعية قائم على الاستغلال, ويحطم التركيبة الاجتماعية والثقافية ويرهن مستقبل البلاد والاقتصاد الى المساوات والازمات والقايضات وازمات اقتصادية حتمية ومزمنة, مقابل ازدهار مؤقت وارباح سريعة, والانهيارت الشاخصة امام اعيينا في عواتي الدول الديمقراطية الليبرالية عجز بها سدنتها!
اخفي على المثقفين والمحللين السياسين انه لا نظام ديمقراطي ولا اشتراكي ولا غيره يمكن ان ينجز او يحقق مصالح للشعب الا في ظل دولة مستقلة ذات سيادة على غرار استقلال وسيادة الدول الغربية, قادرة على حماية شعبها وارضها وثرواتها وثقافتها من اي تدخل او عدوان او ظغط او غزو, وليس في دول ومجتمعات تابعة وما تزال محميات وكلونيات للمستعمر الاجنبي كسوريا ومصر واليمن وليبيا وتونس وبقية الدول العربية؟ فعن اي ديمقراطية يتحدثون؟ والى اين يريدون ان يدفعوا شعبنا وشبابنا؟ وعلى ما يريدون زهق اراواحهم وسفك دمائهم في سوريا بـ "سلمية"؟
اليس غريبا ان يتلقف اصحاب عقيدة الشرك والضلالة "الشيعة الاثنى عشرية" شعار ومشروع الدولة "الاسلامية" والنظام الاسلامي, ويتبنوه وهيكلية عمله واطاره, ويعلونه جهارا ويتحدوا العالم ويحققوا به انتصارات وانجازات, في حين نعكف نحن احفاد ال البيت والصحابة, ابناء اسماعيل وابراهيم الخليل عليهما السلام عن رفع شعار او اعلان هدف اقامة "دولة اسلامية" خشية تعارضه مع الايدلوجية والفكرالغربي والمشروع الامريكي الصليبي الصهيوني وحتى لا نتهم بالتخلف او الارهاب!؟
كيف يمكن ان نلهث خلف شعار الدولة "الديمقراطية" الزائف والعلمانية النقيض لديننا وقيمنا ومفاهيمنا وارادتنا, ونسكب في سبليلها الدماء انهارا, ونستقبل رصاص اعداء ديننا وامتنا وشعوبنا بصدورنا العارية, ونخشى ان ننادى او نتنادى لاعادة بناء صرح عزتنا وحضارتنا ومدنيتنا التي لم تزدهر الا في اطار الدولة الاسلامية, يوم كانت مشارق الارض ومغاربها تغوص في ظلمات تخلفها وقوانين شرائعها!
فليسمح لنا عزمي بشارة وخريجوا الجامعات والمدارس الفكرية الغربية...بأن لا نؤجر عقولنا ونركنها لهم! لقد سقط خطابهم وتحليلهم بسقوط المنظومة الفكرية والايلوجية الغربية التي تثقفوا بها وصروحها الاقتصادية والحضارية! عدونا سار مسار الثورات والتحركات الاجتماعية قبلنا بعدة قرون, وهو يدير عن معرفة مسار "الثورات" وما يحدث في بلداننا, كيف لا وهو من وضع اسسها وقنواتها واطرها وواجهاتها وصيغها وحكوماتها! لكن اليوم غير البارحة...لن نخوض صراعنا على شروط عدونا ولا قوانينه! ولا كما تستدعيه مصالحة ومخططاته, ولا لتحقيق نظام حكم يرتضيه لنا او يباركه!...نحن ندرك كما يدرك عزمي بشارة ودوائر الاستخبارت والبحوث الامريكية والصهيونية بان الثورة والتغيرات الاجتماعية ليست قفزة في فراغ, ولكنها انتقال من حالة للصراع الى اخرى على طريق فرض فكر ومنهج وقيم وايدلوجية ونظام حكم نقيض وبديل لما هو قائم ومرتبط بالغرب وبالديمقراطية واليبرالية والعلمانية بشكل كامل!
لقد تجاوزتكم الاحداث والوقائع والزمن, وما عادت تصلح تحليلاتكم ولا استشاراتكم الا للتضليل وتاخير الامة وتشويشها وتحيدها عن هدفها.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ان هدم الكعبة اهون عند الله من قتل مسلم"
او كما قال صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم.
لا لن تزهق ارواح المسلمين بلا ثمن
ولن تزهق في سبيل مشروع ديمقراطي زائف
ولن تزهق في سبيل محاصصة ومصالح ولا في سبيل محابة المستعمر والتعلق باذنابه
نعم للثورة في سوريا وليس للثورة السورية! فدماء المسلمين واحدة! وهذا ما صر على تاكيده لنا الاعداء في جميع مشاريعهم وخططهم وحملاتهم خلال الخمسة قرون الماضية! واثناء موسم الثورات العربية التي جعلوها حمراء تراق فيها دماء المسلمين بلا ثمن, مقابل ان يضع المسلم العربي يده على صدره بابتذال مقيت امام الكامرات مقتديا بسيده الامريكي تزلفا واستجداءا هاتفا:"سوريا وبس".... "حرية وبس"... "يمن وبس"... مصر فوق الجميع"... "تونس حرة"..."نريد دولة مدنية ديمقراطية تعددية""!
2600 شهيد في سوريا ولا يعرف عدد الجرحى و15000 وخمسة عشر الف لاجئ, اكثر من 800 شهيد في مصر وخمسة الاف جريح, مئات الشهداء لم يحصى عددهم في اليمن ولا الجرحى!... والارقام مرشحة للازدياد...لو كانوا في سبيل الله لانتصرت الثورة والامة!
لا للنظام النصيري العلوي الفاشي في سوريا...نعم لدولة الشام الاسلامية
لا للمجلس العسكري الاعلى الصليبي الصهيوني في مصر...نعم لدولة مصر الاسلامية
لا لنظام القذافي الكافر المرتد...لا لعصابة المجلس الوطني الليبي الانتقالي الصهيوني الصليبي...نعم لدولة ليبيا الاسلامية
لا لعصابة صالح الصليبي الفاشي....لا لتجار الدماء في اللقاء المشترك.. لا للمجرم الكافر علي ناصر محمد وفادة نظام الكفر الجنوبي اللصوص...نعم لدولة اليمن الاسلامية
لا لنظام السبسي الصهيوني الصليبي...نعم لدولة تونس الاسلامية
يا اهل الشام...يا اهل مصر...يا اهل اليمن...يا اهل ليبيا...يا اهل تونس
"ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم" صدق الله العظيم