Admin Admin
عدد المساهمات : 198 تاريخ التسجيل : 13/03/2011
| موضوع: هل الثورات العربية في سبيل الله؟ الخميس أغسطس 25, 2011 1:25 pm | |
| هل الثورات العربية في سبيل الله؟أحمد أبورتيمة أرسل إلي أحد الإخوة مقالةً يرجع فيها سبب تأخر الثورة في سوريا عن تحقيق أهدافها، وسقوط أكثر من 2600 شهيد فيها حتى الآن إلى أنها ليست في سبيل الله، وأنها بدل أن ترفع شعارات إسلامية فإنها ترفع شعارات من قبيل لا للطائفية ولا للتدخل الأجنبي ونعم للسلمية..
دليل الأخ أن هذه الثورة ليست في سبيل الله هو أنها لم تقل ذلك صراحةً..وهذا يعيدنا إلى مناقشة أساس القضية وهو كيف نكون في سبيل الله؟، وكيف نصبح خارجين عن هذا السبيل؟..
رددت على الأخ بالقول إن (في سبيل الله) ليس مجرد شعار نظري، أو كلمة تبح الحناجر بالهتاف بها، بل إن كل جهاد يبتغى به الحق والخير والعدل فهو في سبيل الله
يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف (من قتل دون ماله فهو شهيد،ومن قتل دون أهله فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد)..
هذا الحديث يعني أن الإنسان قد يقتل في سبيل الله دون أن يرفع أي شعار ديني، وأن مجرد الدفاع عن الحقوق المدنية يدخل الإنسان في دائرة (سبيل الله).
فحين يهجم معتد على رجل آمن وهو في بيته أو ليسرق ماله فيقاتله ويطرده فهو في سبيل الله، ولو قتل في هذه الحالة فهو شهيد مع أنه لم يرفع يافطة عريضة كتب عليها (أنا أحارب في سبيل الله)، ولو أسعفه الوقت لكتابه هذه اليافطة لكتب فيها شعارات من قبيل (اخرج من بيتي)، أو (لن أدعك تسرق مالي)..وهي شعارات مشابهة من حيث صياغتها المدنية للشعارات التي ترفعها الشعوب العربية في ثوراتها ضد الأنظمة الجائرة، ومع ذلك فهو في سبيل الله حسبما نفهم من حديث النبي عليه الصلاة والسلام.
بل إن هذا الرجل الذي يعنيه الحديث لم يكن يدافع عن أكثر من حقوقه الشخصية كالمال والبيت وهو سلوك فطري يلجأ إليه أي إنسان ولا يوجد فيه وجه بطولة وتميز، فهو لم يكن يبحث عن مصلحة الناس، ولا عن نصرة قضايا العدل والحق، ومع ذلك عده الإسلام شهيداً، لأن فلسفة الإسلام قائمة على تقوية الحسنة مهما كانت صغيرة، ولأن البديل عن دفاع هذا الرجل عن ماله وبيته هو الخنوع والاستكانة وهو ما يرفضه الإسلام الذي جاء برسالة تحرير الإنسان..
فإذا كانت هذه هي نظرة الإسلام تجاه مع من يدافع عن حقه الشخصي فكيف بمن يدافع عن حقوق الناس في الحرية والعدالة والكرامة!!
بهذا الفهم فإن الشعوب العربية في ثوراتها ما دامت تناهض الظلم وتأمر بالقسط فهي في سبيل الله، بل إن صنيعها هو جوهر الدين وحقيقته الكبرى.
فرسالة الدين الكبرى قبل أن تكون مظاهر وشعارات تسمى إسلامية فهي تحرير الإنسان من العبودية والخضوع لغير الله.
وما يفعله أهلنا في سوريا هو حقيقة التوحيد لأنهم بخروجهم على النظام الاستبدادي فإنهم يقولون بلسان الحال قبل لسان المقال إن هذا الطاغية ليس إلهاً ونحن لن نخضع إلا لله..وهل التوحيد سوى الثورة على المستكبرين المتألهين في الأرض..
لقد تحدث النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا النوع من الجهاد الذي تمارسه الشعوب العربية الآن ووصفه بأنه أعظم الجهاد فقال: "أعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر"..
وتصنيف ما هو إسلامي وما هو غير إسلامي لا يكون بالنظر إلى ظاهر الشعارات، وما يلصق بها من نصوص دينية بل بالنظر إلى مضامينها، فكل دعوة إلى الحق والعدل والخير هي جزء من الدين كما قال ابن القيم رحمه الله "حيثما كان العدل فثم شرع الله"..لذا فإن شعارات مثل رفض التدخل الأجنبي أو رفض الطائفية أو الإصرار على سلمية الثورة هي من الدين لأنها تدعو إلى العدل وإلى القسط وإلى الحكمة..
مع تقريرنا لهذا المبدأ فإن أثر الدين حاضر بقوة في ثورة أهلنا في سوريا حتى في الشعارات، وهذا يدلل على عمق ارتباط الأمة بدينها وتاريخها، ويكفي لنستدل على ذلك بأن محط انطلاق التظاهرات دائماً هو من المساجد، وأوقات ازدياد زخمها هو أيام الجمعات وفي شهر رمضان المبارك.
والله الهادي إلى سواء السبيل..
رابط المقالة:
http://www.elaph.com/Web/opinion/2011/8/678236.html?entry=homepagewriters | |
|
revolutionist_11
عدد المساهمات : 61 تاريخ التسجيل : 01/04/2011
| موضوع: ردا على المقال أعلاه الجمعة أغسطس 26, 2011 5:42 am | |
| السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ردا على المقال أعلاه
إن السؤال هل الثورات العربية في سبيل الله ام لا, سؤال لا يستدعي الاجابة البتة بالايجاب أو النفي, لأن الأصل عندنا كمسلمين أنما ألأاعمال بالنيات وأنما لكل امرئ ما نوى.
لكن هذا السؤال يستدعي التوقف على حقائق تاريخية واخرى واقعية حالية وثالثة مستقبيلة تخص مااال هذه الثورات.
وقبل التوقف عند هذه الحقائق يجب علينا التفريق بين ان يكون العمل الفردي في سبيل الله, وبين أن يكون العمل الجماعي في سبيل الله.
إن العمل الفردي لا يستقيم أن يكون في سبيل الله إلا أن تكون النية والقصد فيه خالصا لله عز وجل, وهذا الاخلاص لا يستقيم حتى لصاحبه أن يستيقن منه, لذلك فالفرد المسلم إذ يعمل فأنه يخشى أن لا يتم تقبل عمله فيسأل الله عز وجل الاخلاص, حتى وان استحضر نية في توحيد قصده ومقصوده.
أما العمل الجماعي فلا يستقيم أن يكون كله في سبيل الله خالصا, إلا أن يكون كل فرد قد وجه نيته لله في ان يكون خالصا, أو على الأقل غالب الجماعة.
من هنا ننتقل الى تلك الحقائق العقدية التاريخية التي ما حدثت إلا لتعلمنا كأفراد وجماعات كيفية خوض صراع نريده أن يتكلل بالنجاح.
غزوة احد......تلك الغزوة التي اكتنفت بين المقاتلين فيها صحابة رسول الله وهم من خيرة البشر على هذه البسيطة, تلك الغزوة التي تمت الاشارة الى أسباب هزيمة المسلمين فيها, لما قال رب الغزة و الجلالة في محكم تنزيله: " وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنكُمْ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ " ان تقرير حال الرماة وقد ضعف فريق منهم امام اغراء الغنيمة, ووقع النزاع بينهم وبين من يرى الطاعة المطلقة لرسول الله, وانتهاء الامر بالعصيان بعدما رأوا طلائع النصرالذي يحبونه فكانوا فريقين, فريق يريد غنيمة الدنيا, وفريق يريد الاخرة. وتوزعت الصفوف والقلوب فلم يعد الصف واحدا, ولا الهدف واحدا, وشابت المطامع جلاء الاخلاص الذي لا بد منه في معركة العقيدة, ولا انتصار في معركة الميدان من دون انتصار في معركة الضمير, انها معركة الله , ولا ينتصر فيها الا من خلصت نفوسهم لله وحده!
وماداموا يرفعون راية الله وينتسبون اليها فان الله لا يمنحهم النصر الا اذا محصهم للراية التي يرفعونها كي لا يكون هنالك غش ولا دخل ولا تمويه, وقد يغلب المبطلون الذين يرفعون راية الباطل صريحة في بعض المعارك لحكمة يعلمها الله, اما الذين يرفعون راية العقيدة ولا يخلصون لها اخلاص التجرد, فلا يمنحهم الله النصر ابدا, حتى يبتليهم فيتمحصوا, وهذا ما يريد القران ان يجعله للجماعة المسلمة بهذه الاشارة الى موقفهم في المعركة, وهذا ما اراد الله ان يعلمه للجماعة المسلمة وهي تتلقى الهزيمة المريرة, والقرح الاليم ثمرة لهذا الموقف المضطرب المتأرجح
والقران يسلط الاضواء على خفايا القلوب التي ما كان المسلمون انفسهم يعرفونها ويعرفون وجودها في قلوبهم, فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: ما كنت ارى ان احدا من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد الدنيا حتى نزل فينا يوم احد "منكم من يريد الدنيا و منكم من يريد الاخرة" وبذلك يضع قلوبهم امامهم مكشوفة بما فيها ويعرفهم من اين جاءتهم الهزيمة ليتقوها. إن هذا التقرير لا يجعلنا نحكم على ثورلتنا العربية بقدر ما يجعلنا نستحضر قوة ايماننا بالمقارنة مع صحابة رسول الله, وبالقدر الذي يجعلنا نشكك في نياتنا ليس من باب القدح فيها ولكن من باب مجالدة النفس على استحضار النية السليمة كأفراد وكجماعات, ومن أجل شحذ نفوسنا ليلا ونهارا من أجل أن تستقيم تلك النيات حتى يأتي النصر.
وما رفع الشعارات الدينية إلا شكل من أشكال شحذ الهمة وترويض النفس على الاخلاص, والتذكر في كل ان وحين عن القصد من هذا الفعل أو ذاك.
ان عملا على المستوى الفردي لا يمكن الحكم عليه كونه في سبيل الله أم لا إلا من الله سبحانة و تعالى, ولذلك فكل شهيد في ثوراتنا هو شهيد احسانا للظن به وأمنية له, اما كونه شهيدا فالله حسيبه.
أما العمل الاسلامي الجماعي والحكم عليه هل هو في سبيل الله أم لا, فذاك أمر بعيد أن نحكم عليه إن لم يحمل شعارا.
أن الشعار على المستوى الفردي قد يكون نية لصاحبه الله أعلم بها, وقد يعبر هذا الفرد عن نيته بلسانه الذي يتكلم عنه.
أما كمسلمين فإن عملا جماعيا لا بد وان يحمل شعارا واضحا كي يستقيم السير خلفه, أذ أن الشعار هو مبتدأ القصد الذي نريد الوصول اليه, لذلك فأن المسيرة الاسلامية على طول التاريخ الاسلامي ضجت بالالوية والرايات والشعارات, فمن "رسول الله " وراية "لا له الا الله محمد رسول الله", "بعثت لأخرج الناس من عبادة العباد الى عبادة رب العباد" الى بقية الرايات الاخرى, و التي عكفت على ان يتم عقدها على أساس صحيح, براية جهاد وأمير أو قائد, الى ما يحدث الان من تحرج من رفع شعار صريح خيفة "التفرقة" بين أبناء الوطن الواحد! الى الخوف من عدم "استدرار" عطف الغرب! ان كل هذه الحقائق تجعلنا نقول ان الثورات العربية كفعل جماعي ليست في سبيل الله, لأنها لم تحمل حتى شعارا واضحا وهو أدنى ما يمكن أن يتم رفعه, لم تحمل هذه الثورات شعارا واحدا اسلاميا موحدا, أما كمشاركين أفرادا فكل ونيته.
أما عن القاعدة الشرعية الدينة عندنا فهي تقول "اينما شرع الله فثم المصلحة" أما أن نقول "أينما المصلحة فثم شرع الله" فذاك استدلال لا صحة فيه. إذ ان المصلحة المقدرة بعقولنا المحدودة والقاصرة لا يمكن أن تحيل الى ما هو أوسع, الا هي حكمة مقدر الامور الحكيم العلي.
وكذلك العدل والحق, فأينما شرع الله فثمة العدل و الحق, و إلا فالعكس ليس بصحيح.
وفيما يخص "من مات دون ماله او عرضه ونفسه فهو شهيد" أنه كذلك ظاهرا, وهو كذلك عند الله ان علم منه الله اخلاص النية له في موته من اجل ماله او عرضه او نفسه, أن الغير مسلم ان مات دون ماله او عرضه او نفسه لا يعد شهيدا, اما المسلم فبلى لأن المفروض أن المسلم يحتسب كل عمله لله تعالى "ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين" هذا هو الاصل. ان كل اعمالنا لله وعلينا الاخلاص من أجل أن تكون كذلك, وإلا فلا ثواب لنا على أي عمل صالح ان كن بغير نية خالصة.
لعل هنالك خلطا كبيرا في المفاهيم, ولعل الرجوع بنا الى الماضي قد يجعل الامور تستبين عندنا اكثر فأكثر
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته
| |
|